قال رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ إن الإسرائيليين غير قادرين على التفكير في عملية سلام مع الفلسطينيين في الوقت الحالي.
وأدلى هرتسوغ بأقواله هذه في سياق مقابلة أُجريت معه في المسرح الرئيسي للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في دافوس في سويسرا أمس (الخميس)، وذلك إلى جانب صورة الطفل الإسرائيلي كفير بيباس، البالغ من العمر عاماً واحداً، والمحتجز في قطاع غزة، وأضاف فيها أيضاً: "إذا سألت إسرائيلياً عادياً الآن عن حالته العقلية، فلن تجد أحداً بكامل قواه العقلية مستعداً للتفكير في حلّ بواسطة اتفاقيات السلام، لأن الجميع يريد أن يعرف: هل يمكن أن يعدنا عدونا بالسلامة الحقيقية في المستقبل؟ بعد الهجمات غير المسبوقة التي ارتكبها مسلحو ’حماس’ في جنوب إسرائيل يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يريد كل إسرائيلي أن يعرف أنه لن يتعرض لهجوم بالطريقة نفسها من الشمال، أو الجنوب، أو الشرق".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تكلم أمام منتدى دافوس أول أمس (الأربعاء)، وأكد أن إسرائيل لا يمكنها تحقيق أمن حقيقي من دون وجود مسار يفضي إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وأصرّ على أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تساعد في توحيد دول الشرق الأوسط وعزل إيران، باعتبارها أكبر خصم لإسرائيل.
ووفقاً لما أكده هرتسوغ ، فإن إسرائيل فقدت الثقة بعمليات السلام لأنها ترى أن جيرانها يمجّدون "الإرهاب". كما أكد أن الحرب الدائرة في الوقت الحالي، ليست بين إسرائيل و"حماس"، وقال: "على العالم أن يواجه الأمر بصراحة: هناك إمبراطورية شر تنطلق من إيران، والنشاطات التي تقوم بها تقوّض أي عملية سلام، وأي استقرار في العالم".
وأضاف أنه يجب اقتلاع حركة "حماس" من أجل بناء مستقبل أفضل للفلسطينيين، وأن إسرائيل تقاتل أيضاً من أجل العالم الحر بأكمله، وأن أوروبا والولايات المتحدة هما الضحيتان التاليتان لـ"الإرهاب".
كما دعا هرتسوغ إلى تشكيل تحالُف قوي للغاية لمواجهة إيران ووكلائها.
واتهم رئيس الدولة الإسرائيلية أيضاً العالم بعدم الاهتمام بضحايا الهجمات "الإرهابية" من الإسرائيليين في الأعوام التي سبقت 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وعندما سُئل عن "اليوم التالي للحرب"، قال هرتسوغ إنه يتصور قيام تحالف بين الدول المستعدة للالتزام بإعادة بناء قطاع غزة بطريقة تتيح سلامة الإسرائيليين والفلسطينيين، كما تتيح مستقبلاً مختلفاً لغزة.
وقال هرتسوغ: "إن هذا التحالف سيتكوّن من قوى غربية قوية وقوى إقليمية قوية، وسيقيم حواراً مع سكان غزة والسلطة الفلسطينية".
من ناحية أُخرى، كشف هرتسوغ في دافوس أنه التقى مسؤولين من الصليب الأحمر الدولي في إسرائيل، قبل يومين، لمناقشة الوضع الطبي السيئ للمخطوفين الإسرائيليين في قطاع غزة والخطر الواضح والقائم على حياتهم. وقال: "إننا نصلي من أجل أن تصل إليهم جميع الأدوية، لكن هذه هي البداية فقط".
تجدر الإشارة إلى أنه دخلت 5 شاحنات محملة بالأدوية إلى قطاع غزة أول أمس (الأربعاء) بعد خضوعها لفحوصات أمنية إسرائيلية، بحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس. وتضمنت الشحنة أدوية طال انتظارها للمخطوفين الإسرائيليين الذين تحتجزهم "حماس"، والذين يعتمد كثيرون منهم على أدوية طبية لعلاج حالات مزمنة، بالإضافة إلى إمدادات طبية وغذاء ومساعدات إنسانية أُخرى للفلسطينيين في قطاع غزة، كجزء من صفقة توسطت فيها قطر وفرنسا.
وقال مسؤول كبير في حركة "حماس" إنه في مقابل كل صندوق تم تقديمه للمخطوفين، تم إرسال 1000 صندوق من الأدوية للفلسطينيين. وأشار إلى أنه ما زال هناك حاجة ماسة إلى مساعدات طبية مخصصة للمخطوفين.