قُتل 21 جندياً من الاحتياطيين أمس جرّاء إطلاق صاروخ آر بي جي على دبابة إسرائيلية وانفجار مبنَيين كان يوجد فيهما عدد من الجنود الإسرائيليين. وأظهر التحقيق الأولي الذي أجراه الجيش أن قوة مشتركة من سلاح البر والهندسة والمدرعات من كتيبة الاحتياطيين 8208، المكلفة بمهمة دفاعية في منطقة كيسوفيم في وسط "غلاف غزة"، وصلت صباح أمس في مهمة من أجل تطهير المنطقة العازلة التي تعمل فرقة غزة على إنشائها هناك، بعد الحرب على غزة، وكجزء من عملها، حدد المقاتلون مجموعة من 10 مبانٍ لا يتعدى كل منها الطبقتين، ولا تبعد أكثر من 600 متر عن الحدود، وتقع في الجانب الغزي، كان يجب عليهم تدميرها. وبدأت القوات، بمساعدة سرية من الهندسة، بوضع ألغام في المباني قبل تفجيرها، بينما كانت قوة من المدرعات ومن سلاح المشاة تقوم بحماية عمل المقاتلين وسلاح الهندسة. الساعة الرابعة بعد الظهر تقريباً، تقدّم "مخرب" واحد منهم، بعد خروجه من فتحة نفق من دون أن ينتبهوا إلى وجوده، وأطلق قذيفة آر بي جي على دبابة كانت تحمي العمليات. في المقابل، أطلقت خلية قذيفة مضادة للدروع على منزلين مجاورين كان في داخلهما عدد من المقاتلين، وهو ما تسبب بمقتل 21 جندياً، كشف الجيش عن أسماء 10 منهم فقط.
وبحسب "مكور ريشون " (23/1/2024)، فإن انهيار المبنَيين كان سببه انفجار الألغام التي وضعتها القوات الإسرائيلية في داخلهما قبيل تفجيرهما، وذلك ضمن إطار عمليات تمشيط وتدمير للمباني الفلسطينية القريبة من الحدود مع إسرائيل. وفور وقوع الحادثة، هرعت قوات كبيرة من الجيش ومن فرق الإنقاذ إلى المكان من أجل إنقاذ المصابين، في عملية معقدة استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل.
وجاء في بيان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري: "إن عناصر الاحتياط يتصرفون بشجاعة وإخلاص في هذه الحرب، ولديهم الحوافز والإيمان بعدالتها، على الرغم من هذه الحادثة القاسية والصعبة، وهم مصممون على الاستمرار في المساهمة فيها".
وتجدر الإشارة إلى أنه منذ الدخول البري للجيش الإسرائيلي إلى قطاع غزة، قُتل 221 جندياً في المعارك، ومنذ نشوب الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بلغ عدد القتلى 556 جندياً. واستقبل مستشفى سوروكو منذ بداية الحرب 2642 مصاباً، ويوجد اليوم 33 جريحاً، بينهم 11 حالتهم صعبة.