فصول من كتاب دليل اسرائيل
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
على خلفية النقاشات الدائرة بشأن "اليوم التالي" للحرب في قطاع غزة، يتخوف المجتمع الدولي من معارضة الجمهور الإسرائيلي لحل الدولتين، مع الأخذ في الاعتبار انحياز هذا الجمهور نحو اليمين منذ هجوم 7 أكتوبر. لكن استطلاعاً جديداً للرأي العام أظهر أن الجمهور الإسرائيلي يمكن أن يؤيد تسوية تتضمن قيام دولة فلسطينية.
في هذه الأثناء، كان تقدير المستوى السياسي في الأسابيع الأخيرة أن الجمهور الإسرائيلي يميل نحو اليمين في مواقفه، وسيكون من الصعب عليه قبول الضغوط من أجل تسوية سياسية. وبحسب هذه التقديرات، من المحتمل أن يرى الجمهور في المفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية في غزة أيضاً إنجازاً لـ"حماس". وفي أوساط نتنياهو، هناك مَن حذّر من أن يُطلَق على الحرب الحالية في الوعي التاريخي اسم "حرب الاستقلال الفلسطينية".
دبلوماسي أجنبي على معرفة وثيقة بالجهود الدولية من أجل التوصل إلى حل إقليمي قابل للحياة بعد الحرب، قال إن الجمهور في إسرائيل سيعارض الدفع قدماً بمثل هذا الحل، وأضاف: "لدينا انطباع أن الجمهور الإسرائيلي فقد الثقة بالتسوية مع الفلسطينيين، ويجب تشجيعه على رؤية وجود أمل بمثل هذه الخطوات". وفي رأي هذا الدبلوماسي، يمكن ربط قيام دولة فلسطينية باتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل، وقال: "لقد أوضحت السعودية أنها لن تتقدم نحو اتفاق مع إسرائيل من دون إحراز تقدُّم حقيقي مع الفلسطينيين، لكنها لم تطالب بقيام دولة فلسطينية أولاً". وأوضح: "لدى الرئيس الأميركي وقت محدود للاهتمام بذلك، وهو بحاجة إلى إنجاز سياسي كبير في الشرق الأوسط في حملته للانتخابات الرئاسية. وإذا كان من الممكن التوصل إلى تسوية مع السعودية في مقابل استعداد إسرائيلي جدي للبحث في قيام دولة فلسطينية، فإن هذا سيُعتبر إنجازاً".
لكن على الرغم من التقديرات التي تقول إن الجمهور الإسرائيلي منحاز نحو اليمين، فقد أظهر استطلاع للرأي شمل 500 شخص أن هذا الجمهور يمكن أن يؤيد قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح في إطار تسوية تشمل عودة كل المخطوفين والتطبيع مع السعودية. ووفقاً للاستطلاع الذي أجراه مركز "مدغام" للأبحاث والاستشارات برئاسة مانو غيفاع، بطلب من "مبادرة جنيف" [حركة أُسّست في 1/12/2023، تدعم اتفاقاً دائماً فلسطينياً - إسرائيلياً]، فإن 51.3% من الجمهور في إسرائيل يؤيد اتفاقاً تدعمه الولايات المتحدة، يعيد المخطوفين، وتقوم في إطاره دولة فلسطينية منزوعة السلاح في الضفة الغربية وغزة، ويجري فيه التوصل إلى اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، بينما عارض الاتفاق 28.9%، وقال 19.8% إن لا رأي لهم.
ورداً على السؤال ما هو الوضع الذي تفضلونه بعد 3 سنوات في قطاع غزة؟ أجاب 50.5% بأنهم يفضلون عدم وجود للجنود الإسرائيليين في القطاع، بينما قال 32% إنهم يفضلون وجود القوات الإسرائيلية في القطاع، و17.5% لا رأي لهم. كما طُرح أيضاً السؤال: هل تغيرت علاقتهم بالولايات المتحدة بعد 7 أكتوبر، وكيف؟ أجاب 65 % بأن العلاقة بالولايات المتحدة منذ 7 أكتوبر جيدة؛ و38.2% رأوا أنها لم تتغير، ولا تزال جيدة؛ و26.3% قالوا إن العلاقة بعد 7 أكتوبر صارت أفضل، و17.1% قالوا إنها أصبحت أسوأ.
واعتبر المدير العام لمبادرة جنيف غادي بلتيانسكي أن نتائج الاستطلاع تثبت بصورة واضحة أن الجمهور الإسرائيلي مستعد لقبول دولة فلسطينية منزوعة السلاح في مقابل الأمن الإقليمي وعودة كل المخطوفين.