الانتصار على "حماس" واستعادة المخطوفين يمران بمحور فيلادلفي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • لا يمكن فصل التطورات المتعددة لحرب إسرائيل ضد حزب الله و"حماس" عن صفقة المخطوفين. وفي هذه المرحلة من الحرب، سجل القتال نجاحاً، وخصوصاً في خان يونس وأحيائها المتعددة، ومن مصلحة "حماس" كبح إسرائيل. وإذا افترضنا أن القيادة العملانية للحركة أصبحت محاصرة أكثر فأكثر بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي، فليس هناك سبب للإسراع إلى المفاوضات من أجل تحرير المخطوفين الآن.
  • إنما على العكس من الناحية العسكرية، وعبر النظر إلى المعركة في غزة بالكامل، فإن المطلوب في هذه المرحلة خطوة تستغل هذا النجاح، والمقصود طبعاً محور فيلادلفي. وهناك درس مهم من الماضي، وهو أن هذه القطعة من الأرض سيطرت عليها إسرائيل حتى سنة 2005، ودفعت هنا وهناك ثمناً مؤلماً لسيطرتها على الحدود بين غزة ومصر، واحتلالها الآن من جديد ينطوي على خطر سياسي وعملاني، وهناك من يدعي أن عدم احتلال محور فيلادلفي مباشرة مع بداية المناورة البرية كان خطأً.
  • إن الفائدة من احتلال المحور الحدودي معروفة، وقد طُرح الموضوع أكثر من مرة في وسائل الإعلام، فعن طريق محور فيلادلفي، يتدفق السلاح الذي غذى القدرة العسكرية لـ "حماس" من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة، حتى ولو أننا نسمع أن أغلبية السلاح الذي تستخدمه "حماس" صُنع داخل القطاع.
  • في أي حال، فإنه من الواضح أن الصواريخ المضادة للدروع الروسية بمختلف أنواعها وصلت بالتهريب تحت الأرض من الأراضي المصرية، عبر الأنفاق أو بوسائل أُخرى عبر محور فيلادلفي. وما من شك في أنه من أجل وقف عمليات التهريب إلى "حماس"، ومنْع تعاظُم قوتها العسكرية من جديد بعد انتقال القطاع إلى مرحلة إعادة الإعمار، فإنه يجب السيطرة على المحور.
  • والتخوف السياسي الذي يشمل الاتفاقات مع مصر ناجم عن أن المقصود هو قطعة من الأرض يعمل فيها الجيش الإسرائيلي فعلاً على الحدود مع مصر، وهذا يطرح إمكان فرض إغلاق للحدود المصرية من على مسافة معينة، ويفرض التعامل مع أحياء معينة في رفح.
  • من الناحية العملانية، فإن العملية على محور فيلادلفي مطلوبة من أجل تحقيق الانتصار الكامل على "حماس"، فإن عملية كهذه ستزيد الضغط على "حماس" ومصر أيضاً من أجل التوصل إلى حلول تكون مقبولة لإسرائيل في موضوع المخطوفين. والصفقة المقترحة، بحسب ما نُشر، مهينة وغير مقبولة مطلقاً؛ إذ لا يوجد سبب لإنهاء المعركة البرية الأكثر نجاحاً بصفقة على مراحل تستمر أشهراً، وعن طرق ابتزاز الجمهور الإسرائيلي، وفي نهاية الأمر، إطلاق سراح آلاف "المخربين".
  • إن استمرار صفقة المخطوفين وقتاً طويلاً يمكن أن يشكّل رسالة إلى كل من حزب الله والإيرانيين الذين يتخوفون من وضعٍ تنتهي فيه إسرائيل من معالجة ملف المخطوفين وتتفرغ لمعالجة موضوع حزب الله في لبنان بكل قوتها. إن القيام بعملية على محور فيلادلفي يمكن أن تؤدي إلى نتائج إيجابية من كل النواحي.