تقرير: غالانت: الهدنة الممكنة بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة لن تنطبق على العمليات الحربية مع حزب الله في منطقة الحدود مع لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إمكان وجود هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، لكنها لن تنطبق على ما وصفها بأنها عمليات حربية جارية مع حزب الله في منطقة الحدود مع لبنان.

وجاء تأكيد غالانت هذا خلال قيامه بعقد لقاء مع قادة وحدة الجيش الإسرائيلي وجنودها المرابطة في جبل الشيخ ["وحدة جبال الألب"] منذ يومين (الجمعة).

وذكر بيان صادر عن ديوان وزير الدفاع أن غالانت خاطب ضباط هذه الوحدة وجنودها قائلاً: "إذا كان حزب الله يعتقد أنه عندما يكون هناك توقُف للقتال في الجنوب [قطاع غزة] فسوف نوقف إطلاق النار عليه، فهو مخطئ للغاية."

وكان وزير الدفاع يشير إلى المفاوضات التي تجري بين إسرائيل وحركة "حماس" عبْر وسطاء بشأن اتفاق تبادل أسرى ممكن، من شأنه أن يشهد إطلاق 136 مخطوفاً إسرائيلياً، تم تأكيد مقتل نحو 30 منهم، في مقابل الإفراج عن عدد لم يتم تحديده بعد من الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى توقُف طويل في القتال. وكانت اتفاقية الهدنة السابقة بين الطرفين، والتي استمرت أسبوعاً في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وتمّ خلالها إطلاق 105 مخطوفين إسرائيليين، قد شهدت وقف إسرائيل وحزب الله إطلاق النار في منطقة الحدود الشمالية، على الرغم من أن ذلك لم يكن جزءاً من الاتفاق المبرم بين إسرائيل و"حماس" بوساطة قطر ومصر.

وأضاف غالانت خلال لقائه قادة هذه الوحدة وجنودها: "إنني أقول لكم بصراحة؛ لن نتوقف عن القتال هنا حتى الوصول إلى وضع يكون فيه من الممكن استعادة الأمن لسكان الشمال. وسواء توصلنا إلى ذلك عبر ترتيب دبلوماسي أو بوسائل عسكرية، فسوف نستعيد الأمن والهدوء."

ومن ناحية أُخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان صادر عن الناطق بلسانه، أنه استمر في قصف مواقع تابعة لحزب الله في أراضي جنوب لبنان أمس (السبت) وأول أمس. وأضاف أن هذه الضربات جاءت عقب قيام حزب الله بشن هجمات في منطقة الحدود في اتجاه مواقع وبلدات إسرائيلية.

وتهاجم قوات يقودها حزب الله بلدات إسرائيلية ومواقع عسكرية على طول منطقة الحدود مع جنوب لبنان بصورة شبه يومية، وذلك منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد يوم من قيام حركة "حماس" بشن هجومها على منطقة "غلاف غزة" [جنوب إسرائيل]. ويقول حزب الله إن هجماته هذه تهدف إلى دعم قطاع غزة في خضم الحرب التي شنتها إسرائيل عليه.

وحتى الآن، أسفرت عمليات تبادل إطلاق النار في منطقة الحدود مع جنوب لبنان عن مقتل 6 إسرائيليين، بالإضافة إلى 9 جنود. كما وقعت عدة هجمات من الأراضي السورية من دون وقوع إصابات، وتم إخلاء سكان البلدات الإسرائيلية في منطقة الحدود إلى حد كبير منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر.

وهدد المسؤولون الإسرائيليون مراراً وتكراراً بشن حرب في لبنان بعد انتهاء الحرب على "حماس" في غزة، وذلك بهدف إبعاد حزب الله عن الحدود وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية سنة 2006.

وناقش وزير الدفاع غالانت التوترات في منطقة الحدود الشمالية خلال مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مساء الخميس الماضي. وأُعلن في واشنطن أن الولايات المتحدة تسعى للمساعدة في التوصل إلى تسوية دبلوماسية بين إسرائيل وحزب الله بهدف منع نشوب حرب شاملة بين الجانبين.

ومن المقرر أن يصل المبعوث الأميركي، عاموس هوكشتاين، إلى إسرائيل لمناقشة الجهود المبذولة لتحقيق هذه الغاية، وكان هوكشتاين منخرطاً، بصورة كبيرة، في رعاية المحادثات التي أفضت إلى قيام إسرائيل ولبنان بترسيم الحدود البحرية بينهما سنة 2022.