التجنيد الآن، والقانون لاحقاً
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- في عالم مثالي، كان سيخرج رؤساء المدارس الدينية، وهم يذرفون الدموع، بفتوى دينية واضحة تطلب من المتدينين التجند للحرب من أجل مساعدة الأبطال. وبعدها، كان سيخرج آلاف الشبان من أمكنتهم المريحة. فبعد أيام طويلة، لن يستطيعوا تحمُّل هذا الوضع السيئ، إذ إن إخوانهم يذهبون إلى الحرب، يسقطون ويُقتلون ويصابون، وهم؟
- كثيرون منهم من جيل الخدمة في جيش الاحتياط، ومنذ وقت طويل لا يجلسون على مقاعد المدارس الدينية. هم أيضاً يعلمون بأن 50% من جنود الاحتياط لديهم عائلات، وهم آباء لأطفال. وإن لم يحدث هذا، فإن عالمنا فاسد، ومهمة تصحيح العالم وقعت على جيلنا.
- الأرض تغلي. المكتوب هنا لا ينبع من كراهية، ولا رغبة في التقسيم، أو دفع إلى التمرد. أنا أحبكم، وأريد الشراكة معكم. هذه رسالة إلى إخوتي الحاريديم، رسالة مؤلمة، وتقريباً يائسة.
- العائلات تعيش حالة ألم، وأعزاؤها ذهبوا من دون عودة؛ بعض العائلات ينتظر عودة الأعزاء من الأسر، ومئات العائلات خائفة من أن يُدق الباب. آن الأوان لقول الحقيقة: أنتم شركاء في الصلاة، والتطوع. لقد أوضحنا تقديرنا للمتطوعين في "زاكا"، وللممرضين في الإنقاذ. لكنكم لستم جزءاً من القصة. أبناؤكم لن يعودوا في الأكفان.
- التعاليم التوراتية لا تمنعكم من التجند للجيش. آن الأوان لقول الحقيقة: التعليم الجدي في المدرسة الدينية، الذي يستغرق ما بين 10 و12 ساعة، يتطلب كفاءة ملائمة. والقول إن جميع الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و24 عاماً، يستطيعون التعلم في المدارس الدينية، هو كالقول إن الجميع يستطيعون أن يكونوا طيارين، ويستطيعون جميعهم أن يصبحوا أطباء. هذا كذب. التعليم التوراتي لا يتعارض مع ذلك. أفضل الأصدقاء لديّ هم رؤساء مدارس دينية، وحاخامات في بلدات، ويُصدرون فتاوى، ويؤلفون الكتب، وأيضاً مقاتلون شجعان.
- "يُفسَدون في الجيش". مقولة "الحاريدي الذي يتجند- لن يبقى حاريدي" ليست صحيحة. يمكن تشكيل كتائب حاريدية، من دون أي تأثيرات "خارجية". القضية ليست إلا قضية انفتاح وليونة، ورغبة في أن تكونوا شركاء في الدفاع عن الوطن. يمكن بناء مراكز تجنيد في "بيتار- عيليت"، وأيضاً في مناطق التماس. نحن لا نريدكم أن تتوقفوا عن التدين، ولا نريدكم أن تتحولوا إلى علمانيين، لا نريد تغييركم. النيران مشتعلة في المنزل، ونحن بحاجة إليكم للدفاع عنه.
- الفيل في الغرفة. نحن نختلف بشأن العلاقة بالدولة. نحن في حالة نقاش بدأ منذ مئة عام بشأن العلاقة بالصهيونية. أنتم لا ترون قيمة للدولة، وبعضكم يعتقد أنها مصيدة من الله. أنتم لا تتجندون لأنكم لا تريدون أن تكونوا جزءاً جوهرياً من الدولة. أنا أحترم هذا الموقف، ويمكن النقاش بشأنه في الأيام الطبيعية. هذا ليس الوقت الملائم. أنا لا أستطيع أن أفهم كيف تفكرون: من جهة، "الدولة" هي جهاز لمصلحتكم. وفي الوقت نفسه، أنتم تطالبون بأن نموّل انفصالكم. أنتم تطالبون الدولة بتمويل قدرتكم على الاعتراف بها. هذا عالم مقلوب.
- حان وقت الحسم، لا يمكن تشويش الواقع. قالوا لنا منذ سنوات طويلة إن هذا المسار طويل، ولا يجب علينا دفعكم بالقوة. لكن هذا لم يحدث.
- إذا تم طرح قانون التجنيد للتصويت، فستهبّ عاصفة كبيرة. المطلوب منكم حسم تاريخي لم يحدث في تاريخ الحركة الحاريدية. لن تستطيعوا الهرب منه. لن يكون هناك ترتيبات تسمح بإعفاء شامل. لا تصدقوا السياسيين الذين يعِدونكم بهذا، الشعب لن يسمح. قواعد اللعبة تغيرت.
- الحرب صعبة. الجيش يحتاج إلى الجنود، الآن، وبأعداد كبيرة. لقد أوقفوا التعليم التحضيري، وقصّروا الفترات التحضيرية. لا يوجد حل آخر. عليكم أن تقودوا الخطوة: الخدمة- الآن، وسنتحدث عن قانون التجنيد لاحقاً.