تقرير: إسرائيل تعلن تكثيف ضرباتها الجوية في رفح وواشنطن تحذّر من أن أي هجوم كبير سيكون بمثابة كارثة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه كثّف غاراته الجوية في رفح منذ يوم الخميس الماضي، بعد أن تعهد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو توسيع الهجوم العسكري نحو هذه المدينة في أقصى جنوب غزة، حيث يتجمع أكثر من مليون فلسطيني، في ظل الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة "حماس".

وجاءت الغارات في وقت واصلت قوات الجيش الإسرائيلي عملياتها في خان يونس شمالي رفح، وقال الجيش إن قوات حركة "حماس" في المدينة دُمرت إلى حد كبير، وإنه على الرغم من الجهود المكثفة للوصول إلى زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار، فإنه ما زال طليقاً.

وقالت مصادر فلسطينية إن غارات سلاح الجو الإسرائيلي في رفح استهدفت المنازل أيضاً، وهو ما أسفر عن مقتل عدد كبير من السكان المدنيين. وأشارت هذه المصادر نفسها إلى أن دبابات إسرائيلية قصفت بعض المناطق في شرقي رفح، الأمر الذي زاد في مخاوف السكان من احتمال القيام بهجوم عسكري بري إسرائيلي وشيك.

وفي واشنطن، أصدرت الولايات المتحدة تحذيرات من قيام إسرائيل بتوسيع نطاق هجومها على المدينة، محذرةً من عواقب وصفتها بالكارثية، ما لم يتم أخذ السكان المدنيين الذين يحتمون بالمدينة في الاعتبار.

وقال نائب الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إن الولايات المتحدة لم ترَ بعد أي دليل على تخطيط جاد لمثل هذه العملية. وأضاف في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام: "إن إجراء مثل هذه العملية الآن، من دون تخطيط، ومع قليل من التفكير في منطقة نزح إليها مليون شخص، سيكون بمثابة كارثة".

وأصدر البيت الأبيض تحذيراً مماثلاً. وقال الناطق بلسان مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين: "إن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظل هذه الظروف، مع أكثر من مليون،  وربما أكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني يلتمسون اللجوء ويبحثون عن ملجأ في المدينة من دون إيلاء الاعتبار الواجب لسلامتهم، ستكون بمثابة كارثة، ونحن لا ندعم ذلك".

وحذّرت عدة منظمات إغاثة دولية من أن أي عملية كبيرة في رفح ستؤدي إلى تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وأشارت عدة منظمات إلى أنه بسبب الحرب، نزح أكثر من نصف سكان القطاع إلى رفح بمحاذاة منطقة الحدود المغلقة، في معظمها، مع مصر، والتي تُعتبر أيضاً نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية.

بدورها، مصر حذّرت من أن أي عملية برية هناك، ونزوح جماعي عبر الحدود، من شأنهما تقويض معاهدة السلام التي وقّعتها مع إسرائيل منذ أربعة عقود.

وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن القاهرة تشعر بالقلق إزاء احتمال قيام سكان غزة بمحاولة كبيرة للفرار عبر الحدود، عندما يقوم الجيش الإسرائيلي بتوسيع عملياته في رفح.

وأضاف أبو زيد في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام يوم الخميس الماضي: "إن استمرار الضربات الإسرائيلية في المناطق المكتظة بالسكان سيوجد واقعاً غير قابل للعيش. كما أن سيناريو النزوح الجماعي وارد. إن الموقف المصري في هذا الشأن كان واضحاً وصريحاً للغاية: نحن ضد هذه السياسة، ولن نسمح بها".

وكان نتنياهو قال في مؤتمر صحافي عقده مساء يوم الأربعاء الماضي، إنه أمر قوات الجيش الإسرائيلي بالاستعداد للعمل في رفح، وذلك في موازاة إعلانه رفض مطالب حركة "حماس" بشأن صفقة التبادل، والتي كان بينها الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإنهاء القتال، وهي مطالب وصفها نتنياهو بأنها غير مقبولة بالنسبة إلى إسرائيل لأنها ستترك الحركة من دون مساس كحاكم للقطاع بعد الحرب التي اندلعت في إثر الهجوم الذي شنته الحركة في مستوطنات "غلاف غزة" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أعرب خلال زيارته إلى إسرائيل عن قلقه بشأن احتمال توسيع القتال في مدينة رفح، وذلك في إطار المحادثات التي أجراها مع رئيس الحكومة ومع "كابينيت الحرب".

وأضاف المصدر نفسه أن المسؤولين في إسرائيل أكدوا لبلينكن أنه لن يكون هناك أي مساومة بشأن إطاحة "حماس"، عسكرياً وسياسياً، وهو ما يوجب العمل في رفح. ووفقاً لهذا المصدر، فإن العملية العسكرية في رفح لن تكون هجوماً واسعاً تقوم به فرقة كاملة، مثل العملية العسكرية الحالية في خان يونس، وإنما سيتم تنظيمها من خلال عمليات استهداف محددة.