حان وقت إيقاف الحرب
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • مقتل عشرات المواطنين الفلسطينيين، أول أمس، خلال توزيع المساعدات الإنسانية والغذاء في شمال الضفة، يستوجب تحقيقاً مستقلاً وجذرياً، يوضح ما إذا قُتلوا بسبب إطلاق النار من الجيش، كما يدّعي الفلسطينيون، أم بسبب التدافع والدهس خلال محاولتهم الاقتراب من شاحنات المساعدات، كما يدّعي المتحدث باسم الجيش.
  • لكن، وقبل اتضاح تفاصيل الحادثة كاملة، فإن القتل غير الضروري يوضح الفوضى التي خلقها الاحتلال الإسرائيلي الجزئي في غزة، في ظل حالة عدم وجود سلطة مدنية، عليها أن تستجيب لحاجات السكان وتسمح بعودتهم إلى بيوتهم المدمرة. رفضُ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طرح خطة عملية لإدارة القطاع تتعدى الإعلانات الكاذبة بشأن البحث عن "جهات محلية مع خبرة إدارية" والصعوبات في إيصال المساعدات إلى المجتمع المحاصر، ينذر بالسوء، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من المآسي.
  • لذلك، حان وقت توقف العمليات الهجومية في غزة، والتي تدار أصلاً بوتيرة أدنى كثيراً مما كانت عليه. على إسرائيل المسارعة إلى عقد صفقة مع "حماس"، وسيطرح الوسطاء، الولايات المتحدة ومصر وقطر: وقف إطلاق نار مستمر وتحرير أسرى فلسطينيين، في مقابل إعادة المخطوفين الإسرائيليين.
  • إنقاذ المخطوفين الذين لا يزالون في قيد الحياة، يجب أن يكون على رأس سلّم أولويات إسرائيل، حتى لو كان الهدف الطموح بـ"تفكيك حماس" لن يتحقق خلال 146 يوماً من القتال.
  • إسرائيل ردت على "المذبحة" التي نفّذتها "حماس" يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر في "بلدات الغلاف"، بتفعيل قوة غير مسبوقة. فمنذ بداية الحرب، قتل الجيش نحو 30 ألف فلسطيني، بينهم 12500 طفل وفتى، بحسب وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" (التي لا تشير إلى عدد مقاتلي التنظيم الذين قُتلوا)، وتدمير أجزاء واسعة من البلدات والقرى في القطاع. حتى لو كان يحيى السنوار لا يزال حياً، ويسيطر على القوات المتبقية لديه، فمن الواضح أن تنظيمه تلقّى ضربة صعبة، ومن الواضح أن وقف إطلاق النار في غزة لا يشكل نهاية الصراع، وأن الجيش جاهز لتجديد القتال والعمليات الدقيقة- كما يعمل في الضفة الغربية ولبنان وسورية.
  • قبل أن تتحول غزة إلى الصومال في لحظة، من المهم إعادة المخطوفين إلى بيوتهم، والسماح للجيش بالخروج إلى استراحة ضرورية، والبدء بالتحقيق في الإخفاق، وإعادة السكان إلى الجنوب والشمال. حان وقت إيقاف الحرب.