ستتركنا الولايات المتحدة والسعودية خارجاً
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • في مقالته التي كتبها أول أمس، ادّعى البروفيسور إيال زيسر أن الاتفاق مع السعودية لن يحلّ مشاكل إسرائيل الوجودية، وضمنها التهديدات الأمنية من "حماس" وحزب الله وإيران. وبحسبه، إن إسرائيل في موقع ضُعف، وفي حالة كهذه، يفقد الاتفاق مع السعودية قيمته، بعكس تقديرات كثيرين من الخبراء. هذا ما اتضح في ندوة أجرتها مجموعة "اليوم التالي للحرب" مع 7 خبراء في قضايا العلاقات الإسرئيلية السعودية والأميركية.
  • يعتقد الخبراء أن هناك اتفاقاً واسعاً على أن الدافع الأساسي لدى السعودية بشأن التطبيع مع إسرائيل هو تقليص التهديد الإيراني ضد السعودية (نعم، السعودية مثل إسرائيل، تنظر إلى إيران على أنها التهديد الأكبر لها). لذلك، فإن السعودية تعمل على صعيدَين: تقوية العلاقات مع إيران والصين من جهة، وتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة من جهة أُخرى. التطبيع مع إسرائيل هو "الثمن" الذي تدفعه السعودية لقاء تقوية العلاقات مع الولايات المتحدة- ثمن بات أغلى في أعقاب الحرب بسبب الموقف المتطرف المتصاعد ضد إسرائيل في الرأي العام السعودي والعالم العربي.
  • وفي حال لم يتقدم مسار التطبيع بين السعودية وإسرائيل في المستقبل المنظور- يمكن أن يحدث تطوّران، وكلاهما خطر على إسرائيل: الأول، هو أن تأجيل تعزيز العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة سيقرّب السعودية أكثر من إيران، وهو ما سيقوّي المحور الإيراني- الجهادي الذي يهدد إسرائيل؛ أمّا الثاني، فهو أن الولايات المتحدة لن تكون مستعدة للاستمرار في وضع مصالحها في الشرق الأوسط في دائرة الخطر، لذلك، ستستمر في تقوية علاقاتها مع السعودية، في الوقت الذي تترك إسرائيل خارج المسار.
  • تضييع فرصة أن تكون إسرائيل جزءاً من مسار التقارب بين السعودية وأميركا خطِر بالنسبة إلى إسرائيل على عدة صُعد: الأول، تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية (الدولة الأغنى في منطقتنا) ضروري جداً من أجل اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، ولأنه مفتاح التطبيع مع دول عربية (وإسلامية) أُخرى. هذا الاندماج مهم لإسرائيل على الصعيد الأمني (التحالف مع دول أُخرى تعمل ضد المحور الإيراني- الجهادي)، وأيضاً على الصعيد الاقتصادي. أمّا الخطر الثاني، فهو أن خطوة كهذه يمكن أن تعبّر عن كسر العلاقات  الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وتمرر لأعدائنا رسالة، مفادها بأنه في المرة الثانية التي سيهاجموننا سنكون وحدنا، من دون قطار جوي وبحري من المساعدات العسكرية الأميركية، ومن دون حاملات طائرات. والخطر الثالث المترتب على بقاء إسرائيل خارج صيغة  الاتفاق الأميركي السعودي، هو أنه لن يكون لدى إسرائيل القدرة على التأثير في اتفاق كهذا، وخصوصاً في قضية تحوّل السعودية إلى دولة نووية.
  • كلما اقترب موعد الانتخابات الأميركية، كلما ازدادت حاجة الرئيس بايدن إلى إنجاز يحسّن احتمالات نجاحه في الانتخابات- لذلك، يزداد احتمال التقارب السعودي مع الولايات المتحدة، واحتمال أن تبقى إسرائيل خارجاً. عملياً، هذه هي الخلاصة، أمن إسرائيل الوجودي يتعلق بقدرتها على استغلال المصالح الأميركية والسعودية من أجل ضمان مكانتها في الشرق الأوسط وأمنها في المنطقة.