هناك إيجابيات، يمكن لإسرائيل عدم الرد على الضربة الإيرانية
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • طُرح على رئيس مجلس الأمن القومي السابق غيورا إيلاند سؤال: ما الذي يجب على إسرائيل القيام به بعد الضربة الإيرانية؟
  • فأجاب بالتالي:
  • بسبب النجاح الإسرائيلي في اعتراض الصواريخ والمسيّرات، فإن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي. بما معناه، لسنا في وضع يفرض علينا الرد، إنما في وضع نستطيع أن نقرر ما إذا كنا نريد العمل  ضمن قيود محددة. في هذه الحالة، أعتقد أن إسرائيل ستعمل بصورة صحيحة إذا تصرفت بتأنٍّ. فمثلما استطاع الإيرانيون إبقاءنا في حالة توتُّر أكثر من 10 أيام، نحن أيضاً نستطيع أن نتركهم في حالة توتُّر.
  • إسرائيل لديها أيضاً إمكانية عدم التحرك بتاتاً الآن. وهذا له إيجابيات: إذا لم تردّ، فأنت تنهي أيضاً موضوع الضربة المنسوبة إلينا في دمشق. وفي النتيجة، بعد ما حدث أول أمس (ليلة السبت- الأحد)، دفع الإيرانيون الثمن مرتين، وإسرائيل خرجت أقوى. هذا الواقع لا يُرغمنا على الرد. هذا فضلاً عن أنه إذا أرادت إسرائيل التحرك في إيران، فهذا ممكن أيضاً بطريقة أكثر هدوءاً، عن طريق السايبر مثلاً. ضربة إسرائيلية كبيرة، وهي أمر ممكن من الناحية التقنية، لكن من دون  التعاون مع الولايات المتحدة- ستكون خطأ كبيراً.
  • هناك زخم جيد بالنسبة إلى إسرائيل. الغضب العالمي موجّه إلى إيران الآن، وذلك أيضاً بسبب السيطرة على السفينة التابعة لثاني أكبر شبكة سفن في العالم، وعلاقتها بإسرائيل غير مباشرة. إيران تجد نفسها اليوم تحارب الرأي العام ضدها.
  • الهدف الاستراتيجي في الوضع الحالي هو ليس ضرب إيران، ثم انتظار ردّ إضافي، وهكذا دواليك، إنما إعادة الزخم إلى المصلحة الإسرائيلية ذات الرقم واحد ، وهي منع إيران من الحصول على سلاح نووي. يجب أن نتذكر أن الضربة الموجهة إلى إسرائيل كان يمكن أن تكون ضد السعودية، أو ضد دول أُخرى. ويمكن أن نتخيّل لو كانت هذه الصواريخ الباليستية مزودة بقدرات نووية، وهذا يمكن أن يدمّر الشرق الأوسط كله، ويمكنه تدمير العالم. لذلك،  يجب أن يكون هذا هو الهدف الأعلى لإسرائيل الآن، وهي تشهد حالياً زخماً إيجابياً بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة، وأيضاً المجتمع الدولي، وحتى مع دول المنطقة، كالأردن. يجب أن نعرف كيف نستغل هذا الوضع.
  • من المهم أيضاً أن نتذكر أننا لسنا في معركة ضد إيران فقط. لدينا غزة، كموضوع لم ينتهِ، وخصوصاً أن الرهائن ما زالوا هناك. كما أننا لم نبدأ بمعالجة موضوع حزب الله. على إسرائيل أن تعرف كيف تقسّم الأولويات بأفضل طريقة ممكنة.
  • في هذه الظروف، لم أكن أنصح بالاستعجال في شنّ ضربة إسرائيلية. عدم الرد الإسرائيلي له كثير من الإيجابيات، وبصورة خاصة إذا استطعنا بناء تفاهُم مع حلفائنا بشأن إمكانية مواجهة الخطر النووي الإيراني من جديد، المواجهة التي تراجعت خلال السنوات الماضية. وأبعد من موضوع النووي الإيراني- إذا ضربتنا إيران مرة أُخرى لأيّ سبب كان، وليس كردّ على ضربة إسرائيلية في أراضيها، فيجب التوصل إلى تفاهُم مع الولايات المتحدة من أجل بناء تحالُف من الدول يقوم بضرب إيران. يجب الاتفاق على هذه الرسالة بشكل يردع الإيرانيين من جهة، ويُلزم الأميركيين من جهة أُخرى.
  • يجب علينا أن نعرف كيف نستغل التحسن في العلاقات مع الولايات المتحدة بشأن مواضيع إضافية: إذا نظرنا إلى الجبهة الشمالية، فهذه فرصة للإقرار أنه بدءاً من 1 أيلول/سبتمبر، يجب أن تعود الحياة إلى طبيعتها في الشمال، بغضّ النظر عمّا إذا كنا توصلنا إلى اتفاق مع حزب الله، أم لا. في اعتقادي، حزب الله شاهد ما جرى ليلة أمس، وفهم أنه لا يمكنه الاعتماد على مساعدة إيرانية كبيرة. إن لم نصل إلى اتفاق، فسيكون على إسرائيل التحرك في لبنان. لذلك، يمكن استغلال التحسن في العلاقات من أجل مصالح مهمة لإسرائيل، كإعادة الوضع الطبيعي إلى الشمال، بدلاً من الإعلان أننا ضربنا الإيرانيين لأنهم تجرأوا على ضربنا.