قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في تدمير ما يقارب من 300 طائرة مسيّرة وصواريخ أُطلقت عليها في هجوم غير مسبوق من إيران.
وجاءت أقوال بايدن هذه في سياق بيان صادر عن البيت الأبيض صباح أمس (الأحد)، بعد ساعات من قيام الطائرات العسكرية الأميركية ومدمرات الدفاع الصاروخي البالستية التي تم نقلها إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأسبوع الماضي، وأنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، باعتراض موجة كبيرة من الطائرات المسيّرة والصواريخ التي تم إطلاقها في اتجاه إسرائيل من إيران في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية.
وقال بايدن: "بفضل عمليات النشر هذه، وبفضل المهارة الاستثنائية لجنودنا، ساعدنا إسرائيل في إسقاط جميع الطائرات المسيّرة والصواريخ".
وأضاف أنه اتصل هاتفياً برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في أعقاب الهجوم الإيراني ليؤكد مجدداً دعم واشنطن القوي لإسرائيل، على الرغم من توتُّر العلاقات بين البلدين بشأن الحرب في قطاع غزة.
وأكد بايدن خلال المكالمة الهاتفية أن إسرائيل أظهرت قدرة رائعة على الدفاع ضد الهجمات غير المسبوقة وهزيمتها، وهو ما وجّه رسالة واضحة إلى أعدائها بأنهم لا يستطيعون تهديد أمنها بشكل فعّال.
وفي أول تعليق علني لرئيس الحكومة الإسرائيلية على الهجوم، نشر نتنياهو تغريدة قصيرة على منصة "إكس"، قال فيها: "لقد اعترضنا. لقد تصدينا. معاً سننتصر".
من ناحية أُخرى، دان عدد من الدول الهجوم الإيراني على إسرائيل، وحذّر العديد منها من أنه يمكن أن يُهدّد بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
ودان رئيس الحكومة البريطانية ريشي سوناك في بيان صادر عنه الهجوم الإيراني على إسرائيل، ووصفه بأنه متهوّر، ويهدّد بتأجيج التوترات وزعزعة استقرار المنطقة. وأضاف أن إيران أظهرت مرة أُخرى أنها عازمة على زرع الفوضى في منطقة الشرق الأوسط.
وشجب منسّق الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الهجوم الإيراني في تغريدة نشرها في منصة "إكس"، ، ووصفه بأنه تصعيد غير مسبوق وتهديد خطِر للأمن الإقليمي.
وعُقدت أمس جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بشأن الهجوم الإيراني غير المسبوق بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل، ودان السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التصعيد الخطِر الذي يمثله الهجوم الواسع النطاق الذي شنّته إيران على إسرائيل.
وأضاف غوتيريش: "إنني أشعر بقلق بالغ إزاء الخطر الحقيقي للغاية، والمتمثل في تصعيد مدمر على مستوى المنطقة". ودعا الأطراف إلى تجنُّب أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبيرة على جبهات متعددة في الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس بايدن أكد أنه يعمل على إقناع زعماء "مجموعة الدول السبع" بضرورة تنسيق رد دبلوماسي موحد على هجوم إيران، فيما يبدو أنه إشارة إلى أن الرد العسكري غير مطروح حالياً على الطاولة، وأشار أيضاً إلى أن الهجوم على إسرائيل كان فقط على المنشآت العسكرية.
وكان تقرير لشبكة التلفزة الأميركية "إن بي سي" نقل في الساعات التي تلت الهجوم الإيراني عن مسؤولين أميركيين كبار إعرابهم عن مخاوفهم من أن إسرائيل قد تتصرف بشكل متهور بعد الهجوم الإيراني، من دون النظر إلى التداعيات. وقال التقرير، نقلاً عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية ومسؤول كبير في وزارة الدفاع، إن مخاوف البيت الأبيض تنبع من الطريقة التي أدارت بها إسرائيل حربها المستمرة في غزة والهجوم الذي وقع يوم 1 نيسان/أبريل الحالي على الجنرال الإيراني الرفيع المستوى محمد رضا زاهدي في دمشق، والذي جاء الهجوم الإيراني على إسرائيل رداً عليه.
في الوقت نفسه، نقل التقرير عن هؤلاء المسؤولين قولهم إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن إسرائيل تسعى لحرب شاملة مع إيران، لكن ذلك ليس مؤكداً.
وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي بأن بايدن بلّغ نتنياهو أنه سيعارض أي هجوم إسرائيلي مضاد ضد إيران.