الولايات المتحدة تستخدم حق الفيتو في مجلس الأمن لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

استخدمت الولايات المتحدة الليلة الماضية حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يفتح الباب أمام منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

وأيّدت مشروع القرار الذي قدّمته الجزائر ويوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين عضواً في الأمم المتحدة، 12 دولة، وعارضته الولايات المتحدة، وامتنعت من التصويت عليه بريطانيا وسويسرا.

وقالت الولايات المتحدة إن إقامة دولة فلسطينية مستقلة يجب أن تكون من خلال مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وليس من خلال تحرُّك في الأمم المتحدة. واستخدمت حق النقض ضد مشروع القرار.

ودانت رئاسة السلطة الفلسطينية استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد مشروع القرار، وقالت في بيان صادر عنها إن الفيتو الأميركي غير نزيه وغير أخلاقي وغير مبرر. وأضاف البيان أن هذه السياسة الأميركية تمثل عدواناً صارخاً على القانون الدولي، وتشجع استمرار الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وتزيد في دفع المنطقة إلى شفا الهاوية.

وأعربت مصر عن أسفها لعجز مجلس الأمن عن إصدار قرار يمكّن دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.

كما أعرب الأردن عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبنّي قرار قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة نتيجة استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إنه أمر مؤسف للغاية أن يُستخدم الفيتو لإعاقة إرادة دولية واضحة بشأن الموافقة على انضمام فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة.

وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن أسفها لفشل مجلس الأمن في منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بسبب الفيتو الأميركي.

في المقابل، أشاد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالولايات المتحدة لاستخدامها الفيتو، وأكد أن قبول مشروع القرار كان سيُعتبر مكافأة لـ"الإرهاب".

ويحظى الفلسطينيون في الوقت الحالي بصفة دولة غير عضو، لديها وضع مراقب، وهو بمنزلة اعتراف واقعي بوجود دولة فلسطينية، كانت أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2012. لكن طلب الحصول على عضوية كاملة في هذه المنظمة الدولية بحاجة إلى موافقة مجلس الأمن الدولي، ثم موافقة ما لا يقل عن ثلثَي أعضاء الجمعية العامة.

وتأتي محاولة نيل عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة بعد 6 أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة، وفي وقت تقوم إسرائيل بتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.

وقال السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن أمس (الخميس): "إن التصعيد في الآونة الأخيرة يجعل دعم الجهود الحسنة النوايا أكثر أهمية لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة بالكامل وتتمتع بمقومات البقاء، وذات سيادة".  وأضاف أن الفشل في إحراز تقدُّم في اتجاه حل الدولتين سيزيد في المخاطر أمام مئات الملايين في أنحاء منطقة الشرق الأوسط، الذين سيواصلون العيش تحت تهديد مستمر بالعنف.

وقال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة جلعاد إردان إن الفلسطينيين فشلوا في استيفاء كل معايير الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وأن منحهم عضوية كاملة في الأمم المتحدة لن يكون له أي أثر إيجابي لأي طرف، وسيُحدث دماراً خلال الأعوام المقبلة، وسيضر بأي فرصة للحوار في المستقبل.

وشارك في جلسة مجلس الأمن زياد أبو عمرو، المبعوث الخاص لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وألقى كلمة سأل فيها مندوب الولايات المتحدة كيف يضرّ منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بفرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ وكيف تضرّ هذه العضوية بالأمن والسلم الدوليَين؟ وأضاف: "إن الذين يعارضون منح دولة فلسطين العضوية الكاملة لا يساعدون في نجاح فرص تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفرص السلام في الشرق الأوسط بشكل عام".

وشدّد أبو عمرو على أن منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ليس بديلاً من مفاوضات سياسية جادة لتنفيذ حلّ الدولتين وحلّ المشكلات العالقة، لكنه في الوقت عينه، أكد أن منح الفلسطينيين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة يمنح الشعب الفلسطيني الأمل في حياة كريمة داخل دولة مستقلة.

 

 

المزيد ضمن العدد