الاستفادة من ضبط النفس الذي فُرض علينا
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • عملية الرد المحدودة في إيران ستضرّ بالردع الإسرائيلي، لكن يجب أن نأمل بفتح الباب السياسي لاستكمال العملية في القطاع.
  • القيادة الإسرائيلية تناور بقوة عسكرية صغيرة معتمدة على الدعم الخارجي، في مواجهة المحور الإيراني، وأيضاً بالتعاون مع الولايات المتحدة التي تحاول إطفاء الحرائق في المنطقة، والثمن هو إضعاف إسرائيل. يمكن الافتراض أن الأميركيين كبحوا إسرائيل وطلبوا منها عدم توجيه ضربة استباقية. نحن نعلم بأنهم طالبوا إسرائيل بأن تكون حذِرة في الرد، بعد الضربة الإيرانية، ودعموا مطلبهم هذا بارتباط إسرائيل بالدفاع الأميركي الإقليمي. الإعلام الإسرائيلي تجنّد لإعادة تكرار الرسالة الأميركية بشأن "النصر" والنجاح التقني - العسكري في اعتراض 99% من الصواريخ والمسيّرات - نصر كاذب جداً، فهنا تم فتح باب يسمح لإيران باستنزاف إسرائيل وحلفائها بثمن رخيص، وضمنهم الولايات المتحدة (انظروا إلى الإرهاق الأميركي من المساعدات لأوكرانيا). لقد تم فرض دفاع علينا بثمن مرتفع جداً (مليار ونصف المليار خلال بضع ساعات)، وهو أمر لا يدوم وقتاً طويلاً بسبب ارتفاع الثمن، وأيضاً الإنتاج الذي يحتاج إليه هذا الدفاع، ومُنعنا من الرد بهجوم رادع.
  • هكذا يتصرف الأميركيون دائماً مع إسرائيل، ومع حلفائهم. إنهم يفضلون مصالحهم على مصالحنا، بغض النظر عن أهميتها. وأخطأوا أكثر من مرة في تقدير مصالحهم (هذه المرة أيضاً)، وعلى الرغم من ذلك، فإن لهم الحق في التمسك بالأخطاء، وهامش الخطأ المسموح به لديهم واسع أكثر مما يُسمح لنا به. الاستراتيجيون المراهقون في أجهزة الأمن لدينا يحاولون إنكار هذه الحقيقة البسيطة، عبر تضليل أنفسهم بمقولة إن مصالحنا ومصالح الولايات المتحدة متشابهة، أو بتطوير طريقة تفكير تجعلهم يقبلون ما تفرضه الولايات المتحدة من دون تحفّظ.
  • تقييد أيدي إسرائيل فوراً مع بدء الأزمة كان واضحاً، لقد صرّح الرئيس بايدن قائلاً: Don`t، العبارة التي كانت موجهة إلى إسرائيل بشكل لا يقلّ أهميةً عن توجيهها إلى عدوتها "القاتلة". واستمر هذا النهج مع الجهد الأميركي في الإبقاء على "حماس"، كجهة عسكرية وسلطوية في القطاع، ومنع إسرائيل من إخضاعها عسكرياً. الولايات المتحدة أيضاً تطالب إسرائيل بعدم المبالغة في الرد على الضربات التي تتلقاها منطقة الجليل من حزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان. وتقوم بذلك أساساً، عبر الوساطة التي لا معنى لها، والتي يقوم بها المبعوث الخاص لبايدن، عاموس هوكشتاين. إنه يقترح منح حزب الله أجزاء من الأراضي الإسرائيلية ومليارات الدولارات في مقابل موافقته على سحب قواته "الإرهابية" من الحدود. الخضوع للأميركيين، بروح الأقوال غير المسؤولة الصادرة عن زعيم المعارضة يائير لبيد مثلاً، هو أمر ممنوع أن تتبناه إسرائيل.
  • بضغط من الأميركيين، امتنعت حكومة نتنياهو من الرد الرادع على إيران. وهذا يعني أن المواجهة المباشرة مع إيران أُجّلت، لكنها قادمة لا محالة، لأن الولايات المتحدة، بأفعالها، سمحت لإيران، عملياً، بضرب إسرائيل من دون عقاب رادع. الآن، بات الأمر متأخراً، لكن يتوجب على إسرائيل استغلال ضبط النفس هذا الذي فُرض عليها من أجل الاستفادة منه في غزة.
  • سيكون من الصعب على الأميركيين أن يعارضوا الآن هجوماً على جنوب القطاع، وسيكون أيضاً من الصعب عليهم إدخال قطر "الإسلامية"، أو السلطة الفلسطينية "المعادية للسامية" إلى غزة. إسرائيل ستستمر في تقسيم القطاع ومنع السكان من العودة إلى الشمال. إذا عارضت إدارة بايدن هذا، فإنها ستبدو كمن لا ولاء لديه لحليفته التي ضبطت نفسها أمام تهديدات خطِرة، وستواجه ضغوطاً خلال الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة.
  • منذ الآن، من الممكن المطالبة بعقوبات اقتصادية على إيران، لكن سيأتي وقت علينا أن نتعامل فيه مع لبنان وإيران، في ظل إدارة بايدن أو إدارة أخرى.