التفاؤل يزداد بشأن صفقة مخطوفين، لكننا سبق وعشنا ذلك
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- في الأيام الأخيرة، برز خرق مفاجئ في التطورات المتعلقة بصفقة المخطوفين بين إسرائيل و"حماس"، ويبدو أن تزايُد المساعي للدفع قدُماً بالمفاوضات له علاقة بتطورات أُخرى، كالتهديد المتجدد للجيش الإسرائيلي باحتلال رفح، والاختلافات في الرأي في الحكومة، وإمكانات صدور أوامر اعتقال دولية ضد مسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل. لكن من المؤسف أننا لا نستطيع حتى الآن إعلان حدوث اختراق في الاتصالات، وثمة خطر واضح بأن تنتهي الأحداث الأخيرة كما انتهت المفاوضات في الجولات السابقة، وأن تتبدد التوقعات المتفائلة في مواجهة الفجوات في المواقف بين الطرفَين على أرض الواقع.
- لقد اجتمع كابينيت الحرب والكابينيت السياسي – الأمني المصغر في الأيام الأخيرة للبحث في الأفكار الجديدة المتعلقة بصفقة المخطوفين. وفي الأمس، أعلنت "حماس" أنها حصلت على المقترح الإسرائيلي المحدّث بشأن إطلاق مخطوفين ووقف إطلاق النار، وهي تدرس التفاصيل. ومن المنتظَر أن يصل وزير الخارجية الأميركي إلى إسرائيل للبحث في مفاوضات الصفقة، وفي خطط الجيش في رفح. وعاد الحديث عن مصير المخطوفين يتصدر نشرات الأخبار على القنوات التلفزيونية، بينما مصر التي تقود الوساطة تنشر توقعات مشجعة بشأن الوصول إلى صفقة وشيكة...
- لكن يجب أن نتذكر أننا سبق وعشنا هذا الفيلم عدة مرات منذ انهيار صفقة المخطوفين الأولى في بداية كانون الأول/ديسمبر في العام الماضي، وحتى عندما طُرحت مقترحات وساطة بدت معقولة، فإن الأمور لم تتقدم، وذلك؛ أولاً لأن "حماس" لم تكن حينها تخاف من ضغط كبير يجبرها على إبداء المرونة (الضغط اليوم أصبح أضعف كثيراً مقارنةً بالسابق). وثانياً، فقد كان من الصعب على إسرائيل الموافقة على صفقة تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وانسحاب قوات الجيش من القطاع في مقابل استعادة المخطوفين، لأنه بهذه الطريقة سيضطر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى الاعتراف بأن الحرب انتهت من دون تحقيق أهم هدف لها، وهو تفكيك سلطة "حماس" وقدراتها العسكرية بالكامل. وليس فقط يحيى السنوار في القطاع هو الذي وضع عراقيل أمام المفاوضين، بل أيضاً نتنياهو، وهو ما دفع الطرفين إلى جولات من المحادثات المتواصلة في القاهرة والدوحة وباريس من دون التوصل إلى اتفاق.
- ولقد نقل موقع "Ynet" عن مصادر سياسية إسرائيلية أن نتنياهو مستعد الآن للقبول بصفقة "إنسانية"، عبارة عن دفعة أولى تتضمن إطلاق النساء والكبار في السن والمرضى والجرحى المحتجَزين لدى "حماس"، في مقابل تحرير أسرى فلسطينيين، لكن من دون تعهُد إسرائيلي بإنهاء الحرب، ويبدو أن إسرائيل مستعدة لتقليص عدد المحتجزين لدى "حماس" من 40 إلى 33 أسيراً.
- لكن هذا الموقف مرتبط بما ستطالب به "حماس" في المقابل، ويواجه معارضة علنية شديدة من وزراء اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بالإضافة إلى بعض وزراء الليكود، وهؤلاء الأشخاص مصرّون على رفض أي تنازل، ومصممون على مواصلة الحرب. أمّا مؤيدو الصفقة، وهما وزيرا المعسكر الرسمي، بني غانتس وغادي أيزنكوت، فهما يتأملان بأن يؤدي الضغط الشعبي الكبير إلى التوصل إلى حل والسماح بالدفعة الأولى. وإذا لم يحدث تقدُم في وقت قريب، فمن الممكن أن نصل إلى النقطة التي سيعلن فيها أيزنكوت، وبَعْدَهُ بني غانتس، استقالتهما من الحكومة.