خطيئة الغطرسة الحمساوية، والتهديدات بشأن اليوم التالي- هكذا ترى غزة "حملة أرنون"
تاريخ المقال
المصدر
- العملية البطولية التي تمثلت في تحرير الأسرى الأربعة، قوبلت بالصدمة، ليس فقط داخل إسرائيل، بل في صفوف مقاتلي "حماس"أيضاً. كانت المباغتة تامة، لقد أثبتت مجدداً استخدام حركة "حماس" "الانتهازية" سكان القطاع دروعاً بشرية. واختيارها احتجاز الأسرى في قلب غزة، في منطقة آهلة بالسكان، فوق الأرض. فكيف يُنظر إلى عملية الإنقاذ في القطاع، كيف ينظر إليها الناس هناك، بدءاً بالمسؤولين، ووصولاً إلى اللاجئين؟
حملة أكثر جرأةً من أفلام الـ"أكشن"
- طوال السنوات الماضية، شهدنا عدداً غير قليل من العمليات التي نفّذها المستعربون في أماكن خاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، من نابلس، مروراً بجنين، وحتى الخليل. لطالما كانت تلك العمليات معقدة وصعبة، لكن لا شيء يشبه حملة الإنقاذ الأخيرة التي يبدو أنها مأخوذة من فيلم "أكشن" ذي سيناريو ممتاز. معارك في وضح النهار في أكثر الأماكن "عدائية" في العالم: مخيم النصيرات الواقع في قلب قطاع غزة.
- يبلغ عدد سكان المخيم في الأيام العادية 50 ألف نسمة، أمّا اليوم، خلال الحرب، فهو يضم عدداً أكبر كثيراً. فبالإضافة إلى لاجئي رفح، فإن الآلاف من مقاتلي "حماس"، الذين انسحبوا خلال الأشهر الماضية من جنوب قطاع غزة، متحصنون في النصيرات.
- كان الجيش بحاجة إلى مفاجأة. لم تصل القوات على متن أرتال من الدبابات، بل بهدوء ونظام مثالي، مثلما يجري في عملية مخطط لها جيداً، عملية شديدة الحساسية والدقة. كان الهدف الوصول إلى موقع احتجاز المختطفين، والمباغتة، ثم الضرب. وبحسب تقارير فلسطينية، دخل المقاتلون الإسرائيليون في شاحنات المساعدات الإنسانية التي يوجد كثير مثلها في القطاع. شاحنات نقل أثاث للمهجرين، عملت كـ "حصان طروادة"، حرفياً وأتاحت للمقاتلين الاقتراب من المنازل التي تم احتجاز المختطفين فيها. وذلك، كما أسلفنا، بالاستناد إلى التقارير المنشورة في المواقع الإخبارية الفلسطينية.
"حماس"تبحث عن تفسيرات
- منذ يوم أمس، بدأت "حماس" بإجراء عملية استخلاص العبر. تدرك الحركة أن سبب الضربة القاسية التي تلقتها، إلى جانب أمور أُخرى، ثقتها المفرطة بنفسها. لقد اختارت الحركة الإبقاء على المختطفين فوق الأرض، لا تحتها، أي داخل الأنفاق. لقد اعتقد مقاتلوها أنهم سيكونون آمنين هناك، وأن تلك المواضع واقعة بعيداً عن متناول الجيش الإسرائيلي. لقد خاب مسعاهم.
- منذ الآن، تقوم الحركة بتفحّص مسار وصول الشاحنات، ما إذا كانت قد انطلقت من الرصيف الأميركي العائم، أم أنها جاءت من حدود مصر. "حماس" قادرة على إجراء تحقيقات واستخلاص عبر من هذا النوع. لقد رأينا ذلك في سنة 2018، على سبيل المثال، عندما تم كشف قوة تابعة لـ "سييرت ميتكال" في خان يونس، في العملية التي سقط فيها المقدم الراحل محمود خير الدين.
- وعلى الرغم من التقارير، فإن الناطق بلسان الجيش أفيخاي أدرعي أكد باللغة العربية، يوم أمس، أن "قواتنا الخاصة لم تدخل إلى منطقة النصيرات باستخدام أي سيارة، أو شاحنة إغاثة، وأنها لم تستخدم الرصيف الأميركي العائم بأي صورة خلال العملية".
ردة فعل مسؤولي "حماس"
- المسألة الأكثر إثارةً للقلق في إسرائيل هو أن تنفّذ "حماس" تهديداتها بعد عملية الإنقاذ، بما يؤدي إلى تدهور ظروف احتجاز المختطفين الذين لا يزالون في قبضة الحركة. لقد حذّر أبو عبيدة ، الناطق باسم كتائب القسّام، من أن هذه العملية "ستمثل خطراً شديداً على المختطفين" وأضاف أن هذه العملية "ستكون لها آثار مدمرة على حياتهم".
- أضاف أحد كبار مسؤولي "حماس"، وهو محمد مرداوي، أن "إسرائيل نفّذت مجزرة في النصيرات، بمساعدة الولايات المتحدة، وأن المقاومة بعد هذه العملية، ستتخذ إجراءات من شأنها أن تؤثر في حياة المختطفين. كثيرون من الغزيين لا يوجّهون أصابع الاتهام إلى إسرائيل، أو الولايات المتحدة، بل بالذات إلى "حماس". "إنهم يكيلون لها الاتهامات الخطِرة، وبحق، لأنها تحوّلهم إلى دروع بشرية، وبسبب ذلك، تسقط أعداد كبيرة من اللاجئين في المعارك".
- كما هاجم عضو المكتب السياسي في "حماس"، عزت الرشق، إسرائيل بشدة، قائلاً "لقد تمكنوا من تحرير رهائنهم في حملة معقدة وصعبة، تحت نيران ثقيلة، بعد ثمانية أشهر على اندلاع الحرب. حتى الآن، لا تزال المقاومة في قلب المعركة، وهناك كثير من الأمور تحت الاختبار. وستكون المقاومة دائماً هي صاحبة الكلمة الأخيرة. هذه الحملة لن تغيّر الثمن النهائي الذي ستضطر إسرائيل إلى دفعه في نهاية المطاف".