أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تم تحرير 4 مخطوفين إسرائيليين أحياء من أسر حركة "حماس"، وذلك في عملية قام بها خلال النهار في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، أمس (السبت). ومخيم النصيرات هو من المناطق القليلة في قطاع غزة، التي لم تدخل إليها القوات الإسرائيلية خلال الهجوم البري للجيش ضد حركة "حماس".
وأضاف الجيش في بيان صادر عنه، أن المخطوفين الأربعة احتُجزوا من مهرجان "سوبر نوفا" الموسيقي بالقرب من كيبوتس "رِعيم" في صباح يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عندما قام آلاف المسلحين الفلسطينيين، بقيادة "حماس"، "بقتل 1200 شخص"، واختطفوا 251 آخرين في هجوم شنّته الحركة على مستوطنات "غلاف غزة" في جنوب إسرائيل.
وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى أن عناصر من وحدة مكافحة الإرهاب "يمام" التابعة للشرطة، إلى جانب عملاء في جهاز الأمن العام ["الشاباك"]، قاموا في وقت متزامن بمداهمة مبنَيين تابعَين لـ"حماس" في قلب مخيم النصيرات، وسط غزة. وتم إنقاذ أحد المخطوفين في موقع، بينما كان المخطوفون الثلاثة الباقون في موقع آخر. وشارك المئات من الجنود الإسرائيليين في العملية.
وأفادت السلطات الصحية التابعة لحركة "حماس" بمقتل 210 فلسطينيين على الأقل، من دون الإشارة إلى عدد المقاتلين منهم، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 400 فلسطيني بجروح.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي دانييل هغاري إن القوات الخاصة أنقذت المخطوفين، بينما كانت تحت وابل من إطلاق النار، وقالت الشرطة إن مقاتلاً في وحدة "يمام" أصيب بجروح خطِرة توفي متأثراً بها في وقت لاحق.
وأضاف هغاري أنه تم خلال العملية تنفيذ غارات جوية مكثفة في المنطقة ضد مواقع لـ"حماس"، ولدعم القوات البرية. وأشار إلى أن المخطوفين الذين جرى إطلاقهم، والذين كانوا محتجزين مدة 8 أشهر، هم في حالة جيدة، وفقاً للتقييمات الطبية الأولية. وتم نقلهم بمروحيات من القطاع إلى مستشفيات في إسرائيل لإجراء مزيد من التقييم.
وقال هغاري: "خلال العملية، ضربنا تهديدات لقواتنا في المنطقة من الأرض والجو والبحر حتى نتمكن من إخراج قواتنا والمخطوفين". وأوضح أن التخطيط لعملية الإنقاذ كان في قيد الإعداد لعدة أسابيع، مع معلومات استخباراتية عالية الجودة وتخطيط عملياتي معقد.
من ناحية أُخرى، نقلت تقارير صحافية عن مسؤول أميركي رفض الكشف عن هويته قوله إن خلية أميركية موجودة في إسرائيل ساهمت في تخليص المخطوفين في مخيم النصيرات. وأضاف المسؤول نفسه أن الخلية دعمت جهود الإنقاذ، وعملت بالتنسيق مع القوات الإسرائيلية.
ووفقاً لتقارير أُخرى، استعدت القوات الإسرائيلية للعملية على مدار أسابيع، بمشاركة المئات من الجنود وعناصر جهاز "الشاباك" ووحدة "يمام"، بينما صادق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت على العملية يوم الخميس الماضي.
كما نشر الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يُظهر نقل المحتجزين من مخيم النصيرات إلى مروحية كانت تنتظرهم على شاطئ غزة، أقلّتهم لاحقاً إلى إسرائيل.
وبحسب تقارير متطابقة، تمت العملية في ظل تبادُل عنيف وكثيف لإطلاق النار، وخصوصاً في المبنى الذي كان فيه 3 مخطوفين. كما أن سيارة الإنقاذ تعطلت خلال قيامها بنقل المخطوفين، فوصلت إلى الموقع كتائب تابعة للفرقة 98 تم تجهيزها مسبقاً لهذا السيناريو، كما وصلت إلى المكان مروحيات عسكرية. وقام عناصر من "حماس" باستهداف المروحيات بصواريخ أرض- جو.
وذكرت مصادر فلسطينية أن القوة الإسرائيلية الخاصة التي نفّذت العملية تسللت إلى مخيم النصيرات، عبر شاحنة تُستخدم في نقل المساعدات الإنسانية. وأوضحت هذه المصادر أن القوة الإسرائيلية الخاصة استخدمت في عملية التسلل إلى مخيم النصيرات شاحنة نقل مغلقة ومركبة مدنية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي ثالث عملية إنقاذ ناجحة للمخطوفين الإسرائيليين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. العملية الأولى أنقذت الجندية أوري مغيديش في أواخر تشرين الأول/أكتوبر، وفي أوائل كانون الأول/ديسمبر، حاول الجيش الإسرائيلي إنقاذ مخطوف آخر، لكنه قُتل. وفي شهر شباط/فبراير، تم إنقاذ مخطوفَين اثنين من رفح في جنوب غزة. وجميع المخطوفين الذين أعادهم الجيش الإسرائيلي من غزة، بمن فيهم الأربعة يوم أمس، تم تحريرهم من مبانٍ، وليس من أنفاق.
ويُعتقد أن 116 مخطوفاً إسرائيلياً ما زالوا في غزة، توفي عدد منهم، وذلك بعد إطلاق سراح 105 مخطوفين خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وتم إطلاق سراح 4 مخطوفين قبل ذلك. وأنقذ الجيش الإسرائيلي، بعد عملية أمس، 7 مخطوفين أحياء، كما تم انتشال جثث 19 مخطوفاً، بينهم 3 قُتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي عن طريق الخطأ.
وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل 41 من الذين ما زالوا محتجزين لدى "حماس"، مستنداً إلى معلومات استخباراتية جديدة ونتائج حصلت عليها قوات الجيش العاملة في غزة. وتم إدراج شخص آخر في عداد المفقودين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ولا يزال مصيره مجهولاً. وتحتجز "حماس" أيضاً مواطنَين إسرائيليَّين دخلا إلى القطاع في سنتَي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتَي جنديَّين إسرائيليَّين قُتلا في سنة 2014.