نحن وحدنا في مواجهة الإيرانيين
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • تستغل إيران تراجُع الاهتمام العالمي من أجل تجاوُز الخطوط الحمراء، وصولاً إلى السلاح النووي، هذا ما حذّر منه مجدداً رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية. الوقت بدأ ينفد، وإيران ترفض التعاون مع مراقبي الوكالة، وتُراكم اليورانيوم المخصّب بكميات غير مسبوقة.
  • لقد اعتمدت إسرائيل في السنوات الأخيرة على الدول العظمى في العالم، وفي طليعتها الولايات المتحدة، لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي. واعتقدت حكومتا أريئيل شارون وإيهود أولمرت أن هذه المشكلة يجب أن تُقلق المجتمع الدولي كله، لذا، يجب على إسرائيل الاعتماد على الدول العظمى لكي تعمل، بسرية، على عرقلة الاختراق الإيراني نحو السلاح النووي.
  • حالياً، إسرائيل وحيدة في مواجهة إيران التي تقترب من أن تصبح نووية أمام أنظار العالم. والأمر الوحيد الذي يمكن أن يردع إيران عن تطوير سلاح نووي هو تهديد عسكري حقيقي قاطع وواضح، والدولة الوحيدة التي يمكن أن توجّه مثل هذا التهديد كانت وستبقى إسرائيل.
  • في سنة 2009، وضعت حكومة نتنياهو الموضوع الإيراني على رأس سلّم أولوياتها الاستراتيجية، وبدأت ببناء قدرات عسكرية ضد المنشآت النووية لنظام الملالي. وخصصت قيادة الأركان العامة موارد، وخلال عامين، نجحت في إقناع العالم (والإيرانيين) بأن التهديدات الصادرة عن القدس بشأن مهاجمة المنشآت النووية حقيقية. لقد تعاملت دول العالم الكبرى مع هذه التهديدات بجدية، وفرضت على الإيرانيين عقوبات اقتصادية شديدة لم تشهدها دولة أُخرى من ذي قبل. لكن منذ الاتفاق الموقّع في سنة 2015، لم توظف إسرائيل ما يكفي من أجل ترسيخ خيار هجوم مباشر، الأمر الذي أدى إلى تآكل موثوقية التهديد الإسرائيلي.
  • في نظرة إلى الوراء، وخلال مرحلة الاتفاق بين إيران والدول الكبرى، كان على إسرائيل التخفيف من تهديداتها للمنشآت النووية الإيرانية، وفي فترة إدارة الرئيس ترامب، الذي ألغى الاتفاق وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية على نظام خامنئي. لكن لا مجال اليوم للاستمرار في الاعتماد على الدول الكبرى. والمطلوب من إسرائيل العودة إلى تهديد حقيقي ومباشر بالهجوم من أجل الخروج من هذا التراجع التاريخي. لا نتوقع أن تقف الولايات المتحدة معنا في الجبهة في هذه المسألة، لا إدارة بايدن الحالية، ولا إدارة ترامب، إذا انتُخب.
  • تحاول إدارة بايدن التوصل إلى تفاهمات مع إيران، لمنعها من تخصيب اليورانيوم على درجة 90%. وذلك في مقابل عدم فرض الولايات المتحدة حظراً على تصدير النفط، وتخفيف المناوشات مع القوات الإيرانية والتنظيمات الدائرة في فلكها في الشرق الأوسط، لكن فرص النجاح ضئيلة. فالسبب الوحيد الذي دفع إيران إلى الموافقة على إجراء مفاوضات تؤدي إلى اتفاق نووي هي العقوبات الشديدة التي فُرضت على اقتصادها. لا تُعتبر التهديدات بالعمل العسكري والعقوبات الاقتصادية حقيقية، في نظر الإيرانيين، إذا لم تترافق مع خطوات تفرض العقوبات. وليس من مصلحة إيران التوصل إلى تسوية تقيّدها.
  • هل قررت الإدارة الأميركية قبول إيران نووية؟ ليس بالضرورة، لكن في ضوء التوجه الحالي للرئيس الـ46، يمكن التقدير أن الهدف الأعلى هو منع المواجهة العسكرية المباشرة مع إيران، ويبدو احتمال أن يأمر الرئيس الأميركي بعمل عسكري لمنع إيران من الوصول إلى القنبلة، احتمال ضئيل جداً. حتى ترامب (إذا عاد إلى البيت الأبيض في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل) يدرك أن الاهتمام الأميركي موجه نحو المواجهة مع الصين وروسيا، ولا يريد الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع خامنئي. ويمكن التقدير أن إدارة ترامب ستعود إلى فرض عقوبات على إيران، وستدعم التهديدات الإسرائيلية.
  • إن الدعم الأميركي للتهديد بهجوم إسرائيلي مرتبط، قبل أيّ شيء آخر، بأن يكون التهديد الإسرائيلي حقيقياً، وعلينا ألّا نتوقع أن يضع ترامب مثل هذا التهديد بنفسه. إسرائيل وحدها في هذا الصراع مع إيران.
  • إن محاولات تشكيل جبهة دبلوماسية موحدة من دول العالم مع دعم إسرائيلي لم تعد مجدية. يجب العمل على إيجاد خيار عسكري إسرائيلي في مواجهة النووي الإيراني. وحده التهديد الإسرائيلي الحقيقي سيجبر دول العالم على فرض عقوبات قاسية على طهران من جديد، رغبةً منها في منع الحرب.

 

 

المزيد ضمن العدد