لحظة امتحانٍ للجمهور
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • مرة أُخرى، تُطرح صفقة يمكنها إعادة جزء من المخطوفين، بالإضافة إلى الاتفاق على مسارٍ للبحث في تحرير الباقين في المستقبل. وفي الوقت عينه، من المحتمل أن يُفتح الباب لمفاوضات سريعة من أجل التوصل إلى صفقة في الشمال تمنع حرباً شاملة.
  • عائلات المخطوفين ودائرة أحبائهم والجمهور الإسرائيلي، الذين لا يستطيعون التنفس منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، بانتظار عودة المخطوفين،  لديهم خبرة في خيبة الأمل. هذه المرة ليست الأولى، أو الثانية، التي يبدو فيها أننا نقترب من عقد صفقة، والمرة تلو المرة، يقوم بإفشالها أحد الطرفين، أو كلاهما.
  • لكن على الرغم من ذلك، يبدو أن فرص إتمام الصفقة هذه المرة، أكبر من العادة. قال وزير الدفاع يوآف غالانت في الاجتماع الذي عقده مع أهالي المخطوفين، بعد رد "حماس" على المقترح المطروح للتفاوض بشأن صفقة مخطوفين: "نحن قريبون من الصفقة أكثر من أيّ وقت آخر".  التقارير التي تنشرها وسائل الإعلام الأجنبية تؤكد ذلك. في يوم الجمعة، ذُكر أن الحركة بلّغت حزب الله موافقتها على اقتراح وقف النار، خلال الاجتماع الذي عُقد بين الأمين العام لحزب الله وبين ممثل الذراع العسكرية لحركة "حماس" خليل الحية، وفي نهاية الاجتماع، قال مصدر رسمي في حزب الله: "إذا تم التوصل إلى  اتفاق على وقف النار في غزة، فسيتوقف إطلاق النار في لبنان".
  • وغالانت ليس الوحيد الذي يشعر بوجود حظوظ جدية للصفقة. أيضاً جميع العاملين في المفاوضات، الجيش، والموساد، والشاباك، ومركز الأسرى والمفقودين، برئاسة اللواء في الاحتياط نيتسان ألون، يعتقدون أنه هذه المرة، يمكن تجسير الفجوات التي تفصل بين مواقف الطرفين في المفاوضات.
  • لكن في مواجهة هذه الأصوات ووجهة النظر التي تعتبر إعادة المخطوفين مهمة عليا، يقف بنيامين نتنياهو وشركاؤه المتطرفون الذين يمكنهم إفشال الصفقة بعدة وسائل، وفي طليعتها الخوف من سقوط الحكومة، والرغبة  في استمرار الحرب وتوسيعها إلى جبهات إضافية، من أجل تحقيق تطلعات إمبريالية مسيانية.
  • الخيار هو ما بين إبرام صفقة ووقف الحرب، أو التخلي عن المخطوفين في مواجهة الموت، والحرب الشاملة. ومن أجل التغلب على نتنياهو، وعلى اليمين المتطرف، يتعين على الجمهور أن يوضح للحكومة ومَن يترأسها أنه يريد صفقة تعيد المخطوفين إلى منازلهم. "شعب إسرائيل يصوّت في كل استطلاع للرأي، المرة تلو الأُخرى، لمصلحة صفقة كاملة لإعادة المخطوفين والمخطوفات. لن نسمح لوزارء في الحكومة بعرقلة الصفقة مرة أُخرى"، وهدد أهالي المخطوفين والمخطوفات بأنه إذا أفشلت الحكومة الصفقة، فإن "ملايين الناس سيخرجون إلى الشوارع". إنها لحظة اختبار للجمهور. يجب ألّا تبقى عائلات المخطوفين وحدها في المعركة، ويجب الانضمام إليها ومطالبة الحكومة بإبرام صفقة الآن.