تقرير: مدير وكالة "سي. آي. إيه" يتوجه إلى الدوحة للمشاركة في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وحالة من التفاؤل في إسرائيل بقرب التوصل إلى اتفاق
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

من المتوقع أن يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. آي. إيه) وليام بيرنز إلى العاصمة القطرية الدوحة، خلال الأسبوع المقبل، للمشاركة في المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادُل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس".

وقالت مصادر رفيعة المستوى في القدس إن بيرنز سيعقد، خلال زيارته هذه، اجتماعاً مشتركاً مع كلٍّ من رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع، ورئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل.

وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية 13، مساء أمس (السبت)، أن المحادثات التي عُقدت في قطر، أول أمس (الجمعة)، بمشاركة رئيس الموساد، كانت إيجابية، وأدت إلى حالة من التفاؤل في إسرائيل لم تشهد مثلها منذ أسابيع. وأفادت القناة بأن وفود عمل إسرائيلية على مستوى مهني ستتوجه، خلال الأيام المقبلة، إلى القاهرة والدوحة لبلورة مخطط نهائي للاتفاق، ولمعالجة القضايا الخلافية، مثل هوية الأسرى الفلسطينيين الذين ستشملهم صفقة التبادل، وآلية وقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

وفيما يتعلق بالجداول الزمنية، قالت القناة إن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن التوصل إلى اتفاق نهائي لن يتم خلال أيام، وأن المفاوضات قد تستمر عدة أسابيع، وفي الوقت عينه، تؤكد هذه التقديرات أن التوصل إلى اتفاق لا يزال غير مضمون.

وعلمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه خلال المحادثات التي عقدها في الدوحة أول أمس، قال برنياع إن إسرائيل لا تقبل طلب حركة "حماس" الحصول على التزام مكتوب من الولايات المتحدة ومصر وقطر بأن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق ستستمر من دون سقف زمني.

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إن الخلاف بين الطرفين يتعلق بالبند 14 من المقترح الإسرائيلي الذي عرضه الرئيس الأميركي جو بايدن، والذي يتعلق بمدة المفاوضات بين الطرفين بشأن شروط المرحلة الثانية من الاتفاق التي يُفترض أن تؤدي إلى هدوء مستدام في غزة.

من ناحيتها، أكدت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية يعتقدان أن إسرائيل أمام فرصة ذهبية للتوصل إلى اتفاق، وينبغي للقيادة السياسية اغتنامها، وفي الوقت ذاته، فإنهما يشددان على أن العمليات القتالية في مواجهة "حماس" ستستمر أعواماً طويلة، كما يعتبران أن العملية في رفح هي التي أدت إلى إبداء "حماس" مرونة في موقفها وتراجُعها عن طلبها الحصول على تعهد إسرائيلي بإنهاء كامل للحرب.

وكان رئيس الموساد برنياع عاد من الدوحة، بعد أن أجرى، أول أمس، محادثات مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بشأن المفاوضات الجارية بخصوص وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الموساد عاد من الدوحة، بعد عقد جلسة أولى مع الوسطاء، وأضاف أنه تم اتخاذ قرار بشأن إرسال وفد آخر، الأسبوع المقبل، لاستكمال المفاوضات، علماً بأنه لا تزال هناك فجوات بين الطرفين.

وأكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أن برنياع توجه إلى الدوحة من أجل نقل رسالة إلى الوسطاء، فحواها أن إسرائيل ترفض طلب حركة "حماس" بشأن الحصول على التزام خطي من الولايات المتحدة ومصر وقطر يضمن التفاوض في المرحلة الثانية من الاتفاق من دون قيد زمني. ووفقاً لهذه المصادر، إذا تضمّن الاتفاق التزاماً خطياً كهذا من الوسطاء، فستكون "حماس" قادرة على تمديد المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق إلى أجل غير مسمى، حتى بعد وقف إطلاق النار لمدة 42 يوماً في المرحلة الأولى، وذلك من دون إطلاق الجنود والرجال الإسرائيليين الذين تقلّ أعمارهم عن 50 عاماً. وأضافت أنه في هذا الوضع، ستجد إسرائيل صعوبة كبيرة في استئناف الحرب من دون اعتبار ذلك انتهاكاً للاتفاق، وإذا اعتُبر أن إسرائيل انتهكت الاتفاق، فقد يتخذ مجلس الأمن قراراً يفرض وقف إطلاق النار، حتى من دون إعادة جميع المخطوفين. وعلى الرغم من ذلك، فإن المصادر الإسرائيلية نفسها أوضحت أنه اتُّخذ قرار أن يوضح برنياع لرئيس الحكومة القطرية أن هناك إمكانية لحل هذه المسألة من أجل التقدم في المفاوضات وإبرام الصفقة.