قبل انفجار البركان: هناك كلمة واحدة يجب على مستشاري نتنياهو قولها له
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
- نتنياهو وبايدن ليسا في حال جيدة. لقد كانت أيام الرجلين أفضل، معاً، أو كلٌّ منهما على حِدة. جميعنا نتذكر: بايدن يستقبل نتنياهو في البيت الأبيض، واستقبال بايدن في إسرائيل، وبايدن يحضن نتنياهو حضناً كبيراً، ونتنياهو يطري على الـBuddy [صديقه الحميم].
- لقد مرّ هذا كله. التاريخ سيحكم، لكن هناك أمراً واحداً سيكون من اللائق أن نتذكره، وأن يتذكره نتنياهو بصورة خاصة في علاقته ببايدن أنه عندما يقول "Don’t"، فهو يعنيها، هو يقولها ويعنيها.
- هذه المرة، لا يدور الحديث حول العلاقات الأميركية الإسرائيلية، إنما حول شؤون داخلية. وسيكون من الأفضل أن يتعلم نتنياهو من هذا السياق بشأن أمر آخر مطروح على طاولته، متى سيقيل وزير الدفاع يوآف غالانت، وكيف. إذاً، سيكون من الجيد أن نقول له "Don’t"، ومن الأفضل له أن يستمع إلى الأصوات المتصاعدة من الشعب: "Don’t, bibi don’t" [بيبي، لا تفعل].
- لرئيس الحكومة تقليد طويل من العلاقات المضطربة مع وزراء دفاعه، فهو يعطي ويأخذ. يعطي المنصب ويأخذ الصلاحيات والنفوذ والقوة. ويترك لهم الإخفاقات.
- هناك تاريخ طويل له مع وزراء الدفاع، من يتسحاق مردخاي، وبوغي [موشيه] يعالون، وإيهود باراك، وأفيغدور ليبرمان، والآن، غالانت. لقد كانت علاقته بجميع هؤلاء مضطربة وغير مستقرة. هذا أسلوب سلوك يكرره ويدل على كثير بشأن نتنياهو. لقد نجح في التخلص منهم، لكن ليس من اللحظة الأولى، بل بالتدريج، والآن، حان دور غالانت.
- من الصعب على نتنياهو أن يكون على علاقة بوزراء دفاع أقوياء ومسيطرين. لكن ما العمل، ووزير الدفاع هو الأقوى في الحكومة، وله علاقة بكل جوانب حياتنا، الاقتصادية والاجتماعية والخارجية، وقبل كل شيء، الجانب الأمني الذي من دونه، لا وجود لدولة إسرائيل. لكن نتنياهو هو "سيد الأمن"، وبفضله، صمدت إسرائيل، فما الحاجة إلى وزراء آخرين؟
- غالانت هو مجرد ممسحة صفراء، بالنسبة إلى نتنياهو، أو حمراء. إنه مستقل، يشعّ قوةً وتصميماً، ويعرف أن مستقبله السياسي هو خارج الليكود. ولذلك، ليس لديه ما يخسره، وهو يتصرف بثقة، ويعبّر عن رأيه ومواقفه علناً. ماذا يريد منه نتنياهو؟ أن يسير خلفه، ويقوم بما يريده. إنه مخطئ.
- يجب أن يكون الحوار ما بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع متبادلاً، ويجب أن يتم طرح أفكار متنوعة، وأن يستمع أحدهما إلى الآخر، وأن تكون الثقة متبادلة. ففي نهاية المطاف، القرار في يد رئيس الحكومة، هذا هو التصرف الصحيح واللائق، إلّا إن وزير الدفاع والقيادة الأمنية في إسرائيل توصلا إلى استنتاج مفاده أن رئيس الحكومة مخطئ، وأن حساباته ليست موضوعية، وأن مصلحته الشخصية، وليس مصلحة الدولة، هي التي تعنيه. أنا لم أقُل هذا، إنما غالانت وغانتس وأيزنكوت.
- هذا أيضاً ينطبق على رؤساء الأجهزة الأمنية الذين يتم تسريب أقوالهم من الدوائر السرية جداً. هذه هي اللحظة التي يجب عليهم فيها التشكيك في قراراته.
- منذ اندلاع الحرب، يشدد غالانت على إبداء رأيه بصورة مستقلة، ويكشف أيضاً مواقف رئيس الحكومة علناً، وينتقدها. هل هذا صحيّ؟ لا. وهل هذا ممكن؟ نعم، لأنه لمصلحة الدولة. ومصلحة الدولة ومواطنيها تسبق أيّ شيء آخر، وبصورة خاصة في هذا الوقت. يبدو أن نتنياهو توقّع أن يستقيل غالانت، وكان هذا سيريحه، وسيقول ها هو مسؤول من المستوى السياسي استقال وتحمّل المسؤولية، وتنتهي القصة عند هذا الحد.
- غالانت لن يستقيل بإرادته، ولا يبدو أنه ينوي القيام بذلك. المحاولة الأولى لإقالته أدت إلى احتجاجات جماهيرية كبيرة جداً، يجب على نتنياهو أن يخاف منها. هذه الأيام ليست أياماً عادية، وأعصاب الجمهور مشدودة للغاية.
- الثقة الجماهيرية بمتّخذي القرار، وعلى رأسهم رئيس الحكومة، متدنية جداً، وغير مسبوقة، تاريخياً. يمكن أيضاً رؤية استطلاعات الرأي الأخيرة الصادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي، أو معهد تخطيط شؤون الشعب اليهودي.
- هذا المستوى المتدني من الثقة بالقيادة يتراجع منذ أيام الانقلاب الدستوري. قرار إقالة غالانت (وهناك أيضاً مَن يفكر في إقالة غالي بهراف ميارا في الوقت نفسه) سيبث الروح في الاحتجاجات من جديد؛ من الأسهل الاحتجاج على شيء ملموس، مثل إقالة وزير الدفاع، أو رئيس هيئة الأركان، أو رئيس "الشاباك".
- لدى رئيس الحكومة مستشارون رسميون وغير رسميين. عليهم منعه الآن. على المستشارين الحفاظ على المسؤول عنهم، ومنعه من ارتكاب أخطاء، والتأكد من أنه لا يقوم باستفزازات، ولا يتعلق بأوهام، لأنه لا يستطيع تحقيقها.
- لكن يبدو أن مستشاريه يسايرونه ويشجعونه على ما يقوم به. من الممكن أن يكون قد بقيَ بعض الأشخاص في الدوائر البعيدة، الذين يمكنهم أن يوضحوا له أن هذا سيكون خطأً، ويرون ما يرفض أن يراه الأشخاص في الدائرة المقربة منه. بركان كبير يمكن أن ينفجر هنا. عليهم أن يقولوا له كلمة واحدة: "Don’t".