يجب احتلال قطاع غزة الآن
تاريخ المقال
المصدر
- كانت المعارك بهدف احتلال قطاع غزة صعبة ومُرة، لأن جنود الجيش واجهوا مقاومة كبيرة من العدو. وعلى الرغم من ذلك، فإنهم سيطروا على قطاع غزة كله، ومن ضمنه مدينة غزة، خلال يوم ونصف اليوم، وحسموا المعركة.
- كلا، ليس المقصود حرب "السيوف الحديدية" التي قاتل فيها الجيش في جميع أنحاء القطاع، من دون قدرة على حسم المعركة مع العدو، والتوصل إلى سيطرة فعلية على الميدان، على مدار عام تقريباً. المقصود هو حرب "الأيام الستة" التي هزم خلالها الجيش قوات عسكرية أكبر كثيراً من قوات "حماس"، أو حزب الله، واحتل شبه جزيرة سيناء برمتها، وأيضاً الضفة الغربية وهضبة الجولان.
- الحرب في غزة - وللدقة، تجري العمليات الشرطية التي يقوم بها الجيش في الميدان في غزة - منذ أشهر، في ظل مفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة تهدف إلى تحرير المخطوفين لدى "حماس"، ووقف إطلاق نار موقت، أو ثابت، و انتهاء الحرب في أعقابه.
- إلّا إن الكلام يتناول "مسرحية"، ليس إلّا. "لن يكون هناك أيّ شيء، لأنه لا يوجد شيء"، ولا سيما بشأن كل ما يخص قدرة الأطراف على التوصل إلى صفقة ورغبتهم فيها. جميع اللاعبين؛ إسرائيل و"حماس" والأميركيون، معنيون بإجراء المفاوضات وإدارتها، وهو ما يخدمهم على صعيد السياسة الداخلية، وأيضاً من أجل التصدي للضغوط الخارجية، لكن أشك فيما إذا كانوا يريدون الصفقة فعلاً، أو قادرين على إبرامها.
- تريد الإدارة الأميركية أن تُظهر أنها تدير مفاوضات، لأن هذا يخفف عنها في الانتخابات الرئاسية، ويساعدها على منع اشتعال إقليمي تتخوف منه. "حماس"، من جانبها، معنية بوقف الحرب في غزة، وهي لا تزال الحاكمة الفعلية، ويبدو أنها لن تقبل أقل من ذلك. ووحدها حكومة إسرائيل لا تملك أيّ هدف واضح للعيان، أبعد من الرغبة في الوفاء بالوعود واستمرار الحرب حتى آخر "مخرّبي حماس" في غزة.
- إذا كانت هذه هي الحال، وينوي رئيس الحكومة الالتزام حيال ما يقوله في المؤتمرات الصحافية، وليس تمرير الرسائل إلى الإدارة الأميركية، فمن الواضح أن هذه المعادلة لن تتوصل إلى صفقة، ولا يمكنها ذلك. وفي هذه الحال، يُطرح السؤال: إلى أين تتجه إسرائيل - في المدى القصير، وأيضاً البعيد- وكيف يمكن أن نصل إلى حسم سريع ونهاية لحرب الاستنزاف التي تدور في القطاع، والتي لا يخدم استمرارها مصالح إسرائيل؟
- إذا أردنا إخضاع "حماس" - كقوة عسكرية وحكومية - وإذا أردنا خلق واقع أمني ودولي مريح أكثر بالنسبة إلينا، فلا مفرّ من احتلال غزة، وبأسرع ما يمكن.
- كما هو معروف، يعارض الجيش هذه الخطوة بسبب حسابات الربح والخسارة، كأنهم يتحدثون عن إدارة دكان في أحد الأحياء، أمّا الحكومة فترتدع من الجيش، لأن الأمر سيُلزمها اتخاذ قرارات بشأن "اليوم التالي للحرب".
- احتلال القطاع ليس أمراً مثالياً، بل إنه بعيد كل البعد عن ذلك. لكنه الأقل سوءاً في الظروف التي نعيشها، إذ سيسمح للجيش بالسيطرة الميدانية، وبالتالي إخضاع "حماس"، التي تستغل الفارق الزمني بين العمليات الشرطية التي ينفّذها الجيش في مناطق القطاع المختلفة، من أجل الحفاظ على قوتها، وإعادة ترميمها، وكذلك السيطرة على السكان. المواجهة التي لا تتوقف بين الجيش و"حماس"، والتي تعود للوقوف على قدميها، كل مرة ترك فيها الجيش المنطقة التي احتلها، تكلفنا عدداً كبيراً من الإصابات في أوساط قواتنا، وأيضاً من المدنيين، وهو ما يضاف إلى الانتقادات الكثيرة ضد إسرائيل في العالم.
- من الواضح أن الاحتلال العسكري وحده لا يكفي، بل يجب أن يكون جزءاً من رؤية أمنية وسياسية شاملة بشأن مستقبل القطاع. لكن، إلى أن يستيقظ أحد قياديينا - من الأفضل احتلال غزة وخلق نقطة انطلاق أفضل للخطوة القادمة التي ستقوم بها إسرائيل.