تعرفوا على قوة الدفاع عن حزب الله [اليونيفيل]
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • تنجح قوات حفظ السلام في القيام بمهمتها، فقط في حال عدم وجود سلام يجب المحافظة عليه. على سبيل المثال، إن قوات الأندوف [قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك] تحافظ على وقف النار بين إسرائيل وسورية بصورة جدية منذ سنة 1974. ومنظمة مراقبة وقف إطلاق النار للأمم المتحدة في القدس تحافظ على الهدنة بيننا وبين الفيلق العربي الأردني منذ سنة 1948. تعمل هاتان المنظمتان بصورة مثالية، بعكس قوات الطوارىء التابعة للأمم المتحدة، التي كانت منتشرة في سيناء منذ نهاية عملية "قادش" [العدوان الثلاثي] في سنة 1957، والتي أطاحها الرئيس المصري جمال عبد الناصر في أيار/مايو 1967 بالتزامن مع نشوب حرب الأيام الستة [حزيران/يونيو 1967].
  • قوات اليونيفيل تشبه نوعاً من قوات حفظ السلام الأخيرتين اللتين أشرت إليهما سابقاً: النوع الناجح والنوع الفاشل. بدءاً من تشكيل هذه القوات، بعد عملية الليطاني في آذار/مارس 1978، وبين انسحاب الجيش الإسرائيلي من الحزام الأمني في أيار/مايو 2000، نجحت قوات اليونيفيل، إلى حد ما، في حفظ السلام. وبحسب الصلاحيات المعطاة لها، كانت مهمتها منع تمركُز قوات مسلحة في الجنوب اللبناني، المهمة التي قام بها الجيش الإسرائيلي فعلياً. لكن من اللحظة التي تخلت فيها إسرائيل عن المهمة وتركت الجنوب اللبناني لهذه القوات، لم تفعل اليونيفيل شيئاً من أجل منع سيطرة حزب الله على الأراضي التي انسحب منها الجيش الإسرائيلي.
  • لقد تجسّد فشل اليونيفيل في تموز/يوليو 2006، عندما نصب "مخربو" حزب الله كميناً لدورية من الجيش الإسرائيلي، وقتلوا 3 جنود، وخطفوا اثنين، الحادثة التي أدت إلى نشوب حرب لبنان الثانية. وانتهت الحرب باتخاذ القرار 1701 في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي طلب من اليونيفيل إقامة منطقة منزوعة السلاح بين الحدود الشمالية لإسرائيل وبين نهر الليطاني. ومرة أُخرى، أخفقت قوات اليونيفيل إخفاقاً كبيراً، ووقفت عاجزةً في مواجهة انتشار مئات "المخربين" من حزب الله على طول الحدود، ونصب الصواريخ في داخل مئات القرى في الجنوب اللبناني.
  • من المهم الإشارة إلى أنه بعكس الأندوف، لم تكن العلاقات بين إسرائيل واليونيفيل جيدة قط. حتى خلال الفترة 1978-2000، التي كنت أخدم فيها في فرقة المظليين، أطلق جنود اليونيفيل النار على قوات الجيش الإسرائيلي لدى اقترابها من مواقعهم. وتاريخ اليونيفيل مليء بالحوادث والاحتكاكات، التي كانت أحياناً قوية جداً، بأغلبية الدول التي أرسلت جنودها للمشاركة في قوات حفظ السلام، مثل فيجي والنروج وإيرلندة وألمانيا، وحتى الولايات المتحدة. ومن الصعب القول إن إسرائيل كانت تنظر إلى اليونيفيل على أنها منظمة صديقة، أو محايدة، بل العكس هو الصحيح، لقد كانت تعتبرها منظمة إشكالية، وحتى معادية.
  • برز عمل اليونيفيل كقوة لا تحافظ على السلم بوضوح، في ضوء قصف حزب لله على المستوطنات الإسرائيلية، والذي لم يتوقف منذ بداية تشرين الأول/أكتوبر من السنة الماضية. لم تحرك قوات اليونيفيل ساكناً لوقف القصف، والآن، مع دخول الجيش الإسرائيلي إلى الجنوب اللبناني، يستخدم الحزب هذه القوات دروعاً بشرية. ويختبىء عناصر الحزب، قصداً، وراء مواقع اليونيفيل، ويجذبون النيران نحو هذه المواقع، الأمر الذي تسبب بجرح جنود من هذه القوات عن طريق الخطأ. أمّا الإدانات التي وُجهت إلى إسرائيل من المجتمع الدولي نتيجة ذلك، فإنها تخدم فقط حزب الله.
  • إن وجود اليونيفيل في هذه المنطقة بالذات غير ضروري على الإطلاق. وخصوصاً إذا جرى تطبيق القرار 1701 لأن مهمة نزع السلاح من المنطقة لن تكون ضمن مسؤوليتها، بل سينجزها الجيش اللبناني. من هنا، فإن مطالبة رئيس الحكومة بطرد اليونيفيل من المنطقة محقة وضرورية للغاية.
  • في المقابل، إن الادعاء أن إجلاء هذه القوات التابعة للأمم المتحدة يتطلب وقتاً كبيراً لا يصمد في اختبار التاريخ.  فعندما قرر الرئيس المصري جمال عبد الناصر في سنة 1967 أنه لا يوجد سلام لكي تحافظ عليه الأمم المتحدة، جرى تفكيك قوات الطوارىء وإخلاؤها خلال أسبوع. مطالبة إسرائيل بخروج قوات اليونيفيل من الجنوب اللبناني خلال مثل هذا الوقت غير مبالَغ فيه.