في إسرائيل يفضلون الصراخ على الجميع وعدم فعل شيء
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • الأحداث الصعبة التي مرّت مؤخراً ستجعل من الصعب رؤية الصورة الشاملة والأكثر أهميةً فعلاً. وفي الواقع، لا تزال إسرائيل في معركة بمواجهة 7 ساحات، ولم تنجح في إغلاق أيٍّ منها، سواء من خلال التوصل إلى  تسوية، أو الانتصار.
  • استمرار هذا الوضع سيئ بالنسبة إلى إسرائيل، لأسباب عديدة، وعلى الرغم من ذلك، فإن حكومة إسرائيل تفضّل الاستمرار في القتال على كل هذه الجبهات إلى ما لا نهاية.
  • يتطلب التوجه البديل تحديد الوضع النهائي الذي نرغب فيه، والتعبير عنه في التصريحات الرسمية، وترجمة هذا الوضع إلى عمليات تجعله قريب التحقيق.
  • سأكتفي في هذا المقال بموضوع لبنان. يجب على إسرائيل أن تُصّرح، علناً، بأنها ترغب في إنهاء الحرب وإخراج كل قواتها من هناك، إذا جرى تطبيق القرار 1559، عملياً ونظرياً، والقرار الذي يدعو إلى نزع سلاح حزب الله.  ومن أجل إعطاء فرصة لحدوث ذلك، يجب أن نقوم بخطوات سياسية تصالحية في موازاة القيام بعمليات عسكرية صارمة. وفي الحقيقة، نحن نفعل العكس. نتنياهو ويسرائيل كاتس [وزير الخارجية] يتشاجران، علناً، مع الرئيسين الأميركي والفرنسي، ومع الأمين العام للأمم المتحدة، ومع كل ضيف أوروبي يأتي لزيارتنا. ويطلب رئيس الحكومة، بطريقة "مهينة"، من الأمم المتحدة سحب قوات اليونيفيل، ويصرخ في وجه الجمهور اللبناني. ومن جهة ثانية، وبصورة لا تُصدق، يوقف الهجمات على بيروت.
  • الصواب الذي يجب أن نفعله على الجانب السياسي، بالإضافة إلى  التصريح العلني، هو التوجه إلى الرئيس الفرنسي بهذه الطريقة: "فرنسا لها مكانة تاريخية خاصة في لبنان، وهي حساسة إزاء مصير هذه الدولة. وأنت الرئيس الفرنسي، الشخص الأمثل الذي يجب أن يقدم مبادرة دولية تنقذ لبنان من فكَّي إيران وحزب الله. ومن الأفضل لو أنك تقوم بدعوة كل زعماء الطوائف اللبنانية، بينهم رئيس مجلس النواب الشيعي نبيه بري، وأن يتركز العمل في المرحلة الأولى على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان. وفي المرحلة الثانيةـ تدعو إلى عقد مؤتمر دولي في باريس، يحضره، بالإضافة إلى زعماء الطوائف في لبنان، وزير الخارجية الأميركي ووزراء خارجية الدول الغربية، والأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس البنك الدولي، ورؤساء الدول العربية المعتدلة. وتتفقون معاً على الطريقة التي من خلالها يمكن أن يعود لبنان دولة تسيطر على أراضيها. ويسرّ إسرائيل أن تشارك في ذلك.  وأطلب منك أن تنقل رسالة إلى الشعب اللبناني، وإلى زعماء الطوائف، أن ليس لدى إسرائيل مطامع إقليمية في لبنان. علاوةً على ذلك، فإن شمال البلد مدمر، وكذلك الجنوب اللبناني، دعونا نعمل معاً على إعادة إعمار هذه المناطق".
  • وإذا طلبت فرنسا والولايات المتحدة من إسرائيل الموافقة على وقف إطلاق النار، خلال هذه العملية، يجب أن ترفض بتهذيب، لكن بحزم، وأن ترد: "ما دام حزب الله قادراً على ضرب إسرائيل، ولم يُجبر على التخلي عن سلاحه، فنحن مُجبرون على العمل ضده، لكن يسرنا أن ينتهي هذا الوضع بأسرع وقت ممكن، لأننا نريد التوصل إلى الهدوء، وألّا نتعرض بعد اليوم لأيّ تهديد من لبنان".
  • هذه المبادرة السياسية البسيطة، وكذلك النشاطات الدبلوماسية الأولية الأُخرى، لم تحدث. فمَن يُكثر من النشاطات الدبلوماسية هي إيران. في الأسبوع الماضي، زار لبنان كلٌّ من وزير الخارجية الإيراني ورئيس البرلمان، وهما لم يأتيا لتشجيع حزب الله فقط، بل قبل أيّ شيء آخر، من أجل الاجتماع بالحكومة اللبنانية والشخصيات السياسية في الدولة. لسنا بحاجة إلى استخبارات جيدة لكي ندرك أن الإيرانيين يسعون لعرقلة أيّ مبادرة دولية يمكنها أن تنقذ لبنان. نحن في المقابل، نتمسك بموقفنا العدواني التقليدي، ونفضل الصراخ على الجميع، وعدم فعل شيء.