نتنياهو بلّغ الولايات المتحدة أن إسرائيل لن تهاجم منشآت نووية أو نفطية إيرانية، وفي القدس يتحدثون عن "اليوم التالي للحرب" في لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الكرياه  في تل أبيب، أمس الاثنين، جلسة  وزارية تشاورية مقلصة مع رؤساء المنظومة الأمنية، وذلك كجزء من سلسلة نقاشات للإعداد للهجوم على إيران، رداً على هجومها الصاروخي الأخير على إسرائيل. وخلال الأسبوعين الماضيين، أجرى نتنياهو سلسلة نقاشات من هذا النوع  في منتديات مختلفة، بينها زيارة رئيس الحكومة ورئيس الأركان هرتسي هليفي ووزير الدفاع يوآف غالانت لقاعدة الاستخبارات.

وفي الأمس، تحدث كلٌّ من "الواشنطن بوست" و"الوول ستريت جورنال"  عن أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بلّغ إدارة بايدن أنه ينوي مهاجمة أهداف عسكرية، وليس منشآت نووية، أو نفطية في إيران. ويمكن اعتبار وصول صواريخ تاد من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وتشغليها من جانب 100 جندي أميركي جزءاً من التنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن غير المستبعد أن يُعتبر ذلك تعويضاً حصلت عليه إسرائيل في مقابل استجابتها لطلب الولايات المتحدة الامتناع من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.

وردّ مكتب رئيس الحكومة على ما نشرته الصحيفتان بالقول: "نحن نصغي إلى مواقف الإدارة الأميركية، لكننا نتخذ قراراتنا النهائية بأنفسنا، استناداً إلى المصالح الوطنية الإسرائيلية".

في غضون ذلك، استمرت الاتصالات بالأميركيين، سعياً للتوصل إلى أكبر قدر من التنسيق، وخصوصاً بشأن ما الذي يمكن أن يجري، إذا هاجمت إيران مرة أُخرى، حسبما أعلنت. لكن بخلاف الرسائل الإيرانية، ذكر تقرير نشرته "الشرق الأوسط" التي تصدر في السعودية، أنه إذا كان الهجوم الإسرائيلي  محدوداً، فإن طهران ستغلق الجولة. هناك انطباع لدى جزء من المسؤولين الرفيعي المستوى في إسرائيل أن إيران تريد وقفاً شاملاً لإطلاق النار لكي تنزل عن الشجرة التي صعدت إليها في مواجهة إسرائيل.

وفي أيّ حال، يشدد المسؤولون الإسرائيليون على أن الهجوم الإسرائيلي آتٍ لا محالة، وسيكون مهماً. وذكرت مصادر مطّلعة أن الاهتمام بالساحة الإيرانية يتركز على الإعداد للهجوم، من دون تأخير، أو تأجيل. وأن هناك اتفاقاً في وجهات النظر بين الأميركيين والإسرائيليين في هذا الشان، وما يجري الآن هو تنسيق الهجوم وتحسينه والإعداد لِما بعده.

في غضون ذلك، لم تهاجم إسرائيل بيروت منذ يوم الجمعة الأخيرة، بطلب من الرئيس بايدن من نتنياهو. وهناك عدة تفسيرات من وراء الكواليس لِما جرى، مثلاً، هل تعهد نتنياهو أمام بايدن عدم مهاجمة الضاحية؟ وهل طلب بايدن أن يأخذ منه الإذن في كل مرة يريد أن يفعل ذلك؟ وفي الأمس، جاء التكذيب من نتنياهو نفسه، الذي قال: "سنواصل ضرب حزب الله من دون رحمة في كل الأماكن في لبنان، وحتى في بيروت". وأضاف: "كل شيء وفقاً للاعتبارات العملانية. لقد أثبتنا ذلك في الهجمات الأخيرة، وسنواصل ذلك أيضاً في الأيام المقبلة".

في هذه الأثناء، بدأ في القدس التفكير في "اليوم التالي للحرب" في لبنان. وتعمل الولايات المتحدة إلى جانب أطراف دولية، بينها فرنسية، مع الحكومة اللبنانية، في محاولة لاستغلال ضُعف حزب الله، على أمل التوصل إلى تفاهمات تؤدي إلى تطبيق القرار 1701. وعملياً، إسرائيل ليست طرفاً في هذه الاتصالات، وهي لن تقبل أقل من إبعاد حزب الله 10 كلم عن الحدود.

كما ستطالب إسرائيل بالمحافظة على حرية العمل في داخل لبنان، ولن تعود القرى في الجنوب اللبناني إلى ما كانت عليه من ذي قبل. وحتى لو جرى التوصل إلى حل، تنوي إسرائيل الاستمرار في التحرك عسكرياً للتصدي لتهديدات حزب الله ومنعه من التهديد باقتحام مستوطناتها بالقرب من الحدود. كما أن جزءاً من سكان القرى في الجنوب اللبناني لن يتمكن من العودة إلى المنازل.

علاوةً على ذلك، لا تنوي إسرائيل الاعتماد على اليونيفيل، أو على الجيش اللبناني. ويُسمع في الغرف المغلقة كلام بأن إسرائيل لن تسمح لحزب الله ببناء قوته من جديد، وهذا يعني منع تهريب السلاح، مثلما كان عليه الوضع منذ حرب لبنان الثانية في تموز/يوليو 2006، والذي غضّت إسرائيل الطرف عنه. ليس هناك ما يضمن حصول إسرائيل في تسوية على كل ما تطالب به، لكنها في هذه الأثناء، تقوم "بتنظيف" القرى المحاذية للمستوطنات الإسرائيلية لإعادة سكانها إلى منازلهم.