إيران تُخرج مدافعها الثقيلة لإجبار إسرائيل على النزول عن الشجرة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • منذ الهجوم الصاروخي الإيراني، تدير إيران استراتيجيا منسّقة، هدفها منع الرد الإسرائيلي ضدها، أو تقليصه على الأٌقل، من جهة، من خلال إظهار رغبة إيران في وقف إطلاق النار ـ ومن جهة ثانية، من خلال التهديدات المتعاقبة الموجهة إلى إسرائيل، إذا تجرأت وهاجمت مواقع استراتيجية في إيران. بالإضافة إلى ذلك، يحاول مسؤولون إيرانيون رفيعو المستوى القول إن الرد الإسرائيلي غير مهم، للحؤول دون نشوء وضع تضطر فيه طهران إلى الرد بصورة تلقائية على الهجوم الإسرائيلي، ومن المحتمل أنها تلمّح إلى  استعدادها لاحتواء الرد، إذا كان محدوداً.
  • منذ الهجوم الصاروخي الأخير على إسرائيل [في 1 تشرين الأول/أكتوبر 2024]، يمكن الافتراض أن القيادة الإيرانية تدرك أن هذه المرة، من الصعب الحؤول دون رد إسرائيلي قاسٍ ضد دولتها. وبعكس الهجوم الصاروخي في 14 نيسان/أبريل، من الواضح للإيرانيين أن إسرائيل تنوي الرد بقوة على الهجوم الأخير.
  • وعلى الرغم من هجومها على إسرائيل، فإنه من المهم الإشارة إلى أن المصلحة الإيرانية لم تتغير بصورة جوهرية. فطهران تسعى لمنع نشوب حرب إقليمية، وتتخوف كثيراً من انزلاق الأحداث في الشرق الأوسط إلى داخل أراضيها، ولا سيما مع ازدياد وتعاظُم الوجود العسكري الأميركي.
  • من أجل هذا الغرض، وللحؤول دون التدهور إلى حرب إقليمية، تعمل إيران وفقاً لاستراتيجيا منتظمة، هدفها منع الهجوم الإسرائيلي ضد مواقعها الاستراتيجية. ولهذا السبب، تهدد إيران باستخدام "العصا"، أي بردّ فوري على أيّ هجوم إسرائيلي على أراضيها، وتشدد القيادة على أنه لن يكون هناك قيود على الأهداف التي سيجري اختيارها، وهي لن تكون فقط أهدافاً "مدنية"، إذا هاجمت إسرائيل منشآتها النفطية والنووية.
  • من جهة ثانية، هناك "الجزرة" التي تتجلى في حملة دبلوماسية قوية يقودها وزير الخارجية الإيراني، بهدف إنشاء جبهة موحدة بين إيران والدول العربية، للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. لهذا الغرض، يقوم عراقجي بزيارات كثيرة لعواصم دول المنطقة، بينها دول يوجد توتر بينها وبين إيران (مصر والبحرين) من أجل خلق هذه الجبهة الموحدة التي من شأنها أيضاً تحسين المكانة السياسية لإيران، وزيادة الضغط على إسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
  • في الموازاة، وعلى المستوى العملاني، تتحضر إيران لهجوم محتمل، واستناداً إلى عدد من التقارير، أخلت عدداً من مصافيها النفطية، ورفعت درجة التأهب في المواقع الاستراتيجية. بالإضافة إلى ذلك، توظف إيران موارد من أجل تعزيز محور المقاومة، وقبل كل  شيء، تعزيز قوة حزب الله لمنع التأثير السلبي لضعف الحزب في نفوذه السياسي في لبنان، أو في مواجهاته ضد إسرائيل، وهذا الأمر يخلق توتراً غير مسبوق مع الحكومة اللبنانية التي تسعى للتخلص من النفوذ الإيراني، وخصوصاً فيما يتعلق بمسألة وقف إطلاق النار في لبنان، بمعزل عمّا يحدث في القطاع (الخطوة التي تتعارض مع المصلحة الإيرانية).
  • الرد الإيراني على هجوم المسيّرة على منزل رئيس الحكومة في قيسارية يعبّر جيداً عن السياسة الإيرانية. لقد خافوا في طهران أن يعطي هذا الهجوم ضوءاً أخضر لمهاجمة منشآت إيرانية رسمية، ويبدو أنهم فرضوا على حزب الله إصدار بيان "يبرّىء" إيران من مسؤولية إطلاق المسيّرة.
  • في المقابل، ومن أجل منع نشوء وضع يفرض الرد على كل هجوم إسرائيلي،  وكتلميح إلى رغبة إيران في احتواء ردّ محدود على أراضيها (استناداً إلى رسائل من أطراف في المنظومة الدولية تحاول منع التصعيد)، تحاول القيادة الإيرانية التقليل من أهمية الرد الإسرائيلي.
  • في الخلاصة، تُظهر تحركات إيران الأخيرة إلى أنها لا تزال تتخوف كثيراً من التدهور إلى معركة واسعة النطاق، وتحاول المزج بين التهديدات وبين التحركات السياسية لمنع الرد الإسرائيلي، أو تقليصه. المشكلة المركزية هي أنه في ضوء التهديدات المستمرة للقيادة الإيرانية، من الصعب ألّا يؤدي هجوم إسرائيلي كبير على إيران إلى ردّ إيراني، وذلك من أجل المحافظة على صدقية ردعها. ومع ذلك، تدل محاولة القيادة الإيرانية التقليل من أهمية الرد الإسرائيلي على أنه إذا كان مدروساً ومحدوداً، فمن المحتمل ألّا يكون الرد الإيراني عليه كبيراً وواسع النطاق.

 

 

المزيد ضمن العدد