"اليوم التالي" في غزة من دون لاجئين، ومن دون الأونروا
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • طرح اغتيال السنوار النقاش من جديد بشأن الوضع الذي ترغب فيه إسرائيل في قطاع غزة كي لا يشكل القطاع مصدر تهديد لها. إن الدول العربية التي رفضت المشاركة في إدارة غزة، ما دام زعيم "حماس" في قيد الحياة، قد تفكر الآن في إعادة النظر في موقفها. لكن بغض النظر عمّن سيحكم غزة، يتعين على إسرائيل التمسك بثلاثة مكونات مهمة: ألّا يوجد في غزة لاجىء فلسطيني بعد اليوم، ولا مخيمات لاجئين، ولا وكالة إغاثة لهم (الأونروا).
  • يجب على أيّ رؤية إسرائيلية لـ"اليوم التالي" في غزة أن تعالج الدافع الفلسطيني إلى تدمير دولة إسرائيل. وإذا كانت إسرائيل جدية في قولها "ما كان، لن يكون بعد الآن"، يجب عليها ألّا تكتفي بالقضاء على القدرات العسكرية للفلسطينيين، أو الحصول على ترتيبات تقنية وعملانية لإدارة الحياة المدنية في القطاع.  إن تحييد القدرات العسكرية والانتصار في ميدان القتال هما شرطان ضروريان من أجل تحقيق أهداف إسرائيل، لكن هذا لا يكفي. ومن أجل تحييد التهديد من غزة بصورة فعلية، يجب العمل من أجل اجتثاث آمال الفلسطينيين بأن لديهم القدرة على إنهاء دولة اليهود.
  • إن أبرز تعبير عن هذا الأمل هو ظاهرة "اللجوء"، وهي ظاهرة وهمية مصطنعة، تهدف إلى خدمة هدف سياسي واحد ووحيد: القضاء على إسرائيل. ما دام هناك لاجئون فلسطينيون ومخيمات لاجئين، ووكالة لإغاثة اللاجئين (الأونروا)، سيظل الفلسطينيون يؤمنون بأن حلمهم بشأن تحويل إسرائيل من دولة يهودية إلى دولة عربية من خلال عودتهم إلى يافا والرملة وحيفا، رؤية يمكن تحقيقها.
  • وضمن إطار الرؤية الإسرائيلية لـ "اليوم التالي" في غزة، وفي موازاة الخطوات الأُخرى لمحاربة الأصولية (على سبيل المثال، في النظام التعليمي)، يجب على إسرائيل الإصرار على عدم وجود لاجئين في غزة، أو في أيّ جزء منها سينتقل إلى حُكم فلسطيني أو عربي، وتصرّ على عدم توزيع بطاقات اللجوء. منذ البداية، كان يجب عدم اعتبار الفلسطينيين الذين جاؤوا في سنة 1948 إلى غزة لاجئين، والآن، وبعد أن ظهرت النتائج المدمرة لتأبيد وضع اللجوء الوهمي طوال 75 عاماً في داخل البنية التحتية الأيديولوجية لـ"مذبحة" 7 أكتوبر، يجب على إسرائيل أن تقول كفى.
  • يتعين على إسرائيل أن تصرّ على تفكيك مخيمات اللاجئين (أو عدم بنائها من جديد) في أجزاء القطاع التي ستنتقل إلى سلطة فلسطينية، أو عربية. ويجب أن تكون الرسالة للفلسطينيين واضحة، وهي أن الأمر الوحيد الذي ستقبله إسرائيل هو إعادة بناء غزة بصورة حقيقية، وليس بصورة تعمل على تأبيد رؤية القضاء على إسرائيل.
  • كما يجب على إسرائيل الإصرار على تفكيك وكالة الأونروا. وبما أنه لن يكون هناك لاجئون بعد الآن، فلا حاجة إلى وجود وكالة لهم. وإذا كان الفلسطينيون يطالبون بحكم فلسطيني مستقل في البلدات الفلسطينية، فمعنى هذا أنهم لم يعودوا لاجئين.
  • من المهم أن نتذكر أن اللاجئين ووكالة الأونروا، في نظر الفلسطينيين، هما التعبير الملموس عن رفضهم الاعتراف بنتائج حرب 1948، وبقيام دولة إسرائيل. ولهذا السبب تحديداً، فإن الطريق الطويلة التي يجب أن يقطعها المجتمع الفلسطيني نحو قبول دولة اليهود، يجب أن تبدأ بتفكيك الأونروا ومحو ظاهرة اللجوء. وبهذه الطريقة، ستبدأ إسرائيل بالعمل للمرة الأولى ضد نيات الفلسطينيين، وليس فقط ضد قدراتهم.
 

المزيد ضمن العدد