ثمة أمر واحد واضح: الأمم المتحدة لا يمكن أن تتدخل في "اليوم التالي" في لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • لم يؤدّ تقدُّم الجيش الإسرائيلي في لبنان إلى نهاية الحرب بعد، لكنه يقرّب هذه النهاية. يتكبد حزب الله الخسائر، بناه التحتية تتدمر، ويعاني هذا التنظيم "الإرهابي" الشيعي جرّاء أزمة في القيادة والتحكم لم يسبق أن شهدها من ذي قبل. لكن "اليوم التالي"، الذي لم نصل إليه بعد، أصبح ملموساً إلى حد ما جنوبي الليطاني. لكن هناك خلاصة واحدة واضحة منذ الآن: لا يمكن للأمم المتحدة أن تكون جزءاً من هذا الواقع.
  • إن الاحتكاكات بين إسرائيل وبين قوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني تؤكد ما يعرفه كثيرون، وهو أن "قوة حفظ السلام" التابعة للأمم المتحدة غير مؤهلة للقيام بمهمتها. بعد خمسة عقود من تمركُزها في لبنان، أصبح لديها أكثر من 10 آلاف جندي من 40 دولة مختلفة. كل هذا لم يمنع حزب الله من تحويل الجنوب اللبناني إلى حصن عسكري ونقطة انطلاق لتنفيذ "مذابح" في مستوطنات الشمال. هذا التفصيل لم يمنع اليونيفيل من أن تعلن على موقعها الرسمي، وبصورة منفصلة عن الواقع، أن "انتشارها السريع والفعال"، بعد اتخاذ القرار 1701، و"عملياتها اليومية كانت أساسية لمنع تجدُّد المواجهات حول الخط الأزرق، وساهمت في إرساء استراتيجيا عسكرية وبيئة آمنة في الجنوب اللبناني". أقرأ وأبكي.
  • كيف يمكن لمنظمة مثل الأمم المتحدة، التي اتخذت شعاراً لها "الحفاظ على السلام والأمن العالميَّين"، أن تفشل في منطقة تحتاج إليهما؟ هناك عدة إجابات عن هذا السؤال، لكن الأساسي بينها هو أنه ببساطة، ليس لدى الأمم المتحدة القدرة السياسية على القيام بذلك، وإذا أردنا أن نقدم مثلاً، فإن اليونيفيل أكبر دليل على ذلك.
  • اليونيفيل هي قوة حفظ سلام، من دون وجود للسلام الذي تحافظ عليه، ولا حتى التهدئة. فحزب الله لم يتخلّ قط عن خططه لتدمير إسرائيل، وهو يتحدث عن ذلك علناً. إن الشرط المسبق لكي تقوم قوات اليونيفيل بمهمتها، هو وجود سلام وهدوء حقيقيَّين. أمّا التوصل إليهما، فهو شأن مختلف تماماً. هذا يتطلب الالتزام باتخاذ قرارات صعبة وتقديم الدعم، حتى عندما تفشل، والمخاطرة من أجل القيام بتغييرات سريعة، انطلاقاً من وجهة نظر استراتيجية بعيدة المدى. وهذه الخطوات لا تستطيع أن تقوم بها قوة تنفيذية على الأرض، بل "المستوى السياسي" لها، أي المقر الأساسي في نيويورك.
  • والمشكلة أن الأمم المتحدة، وخصوصاً مجلس الأمن، يعانيان أزمة دائمة بسبب الفيتو الأميركي من الغرب والفيتو الروسي والصيني من الشرق، وغير قادرَين على القيام بالمهمة التي أُقيما من أجلها. ينطبق هذا أيضاً على مكتب الأمين العام الذي درج خلال السنوات الماضية على تجاهُل الشكاوى الإسرائيلية المتعلقة بخرق القرار 1701 الذي فشلت قوات اليونيفيل في فرض تطبيقه. إن التوقع أن تقوم اليونيفيل، الآن، بهذه الخطوة وحدها من دون تأييد من المقر السياسي، وفي ظل صلاحيات غامضة في الأساس، هو أمر مبالغ فيه.
  • فمن دون قدرات وتأييد سياسي، سينعكس هذا على التنفيذ العملاني.  قوات اليونيفيل غير مستعدة لاستخدام سلاحها، ولا ترى نفسها قوة إنفاذ. طبعاً، هذا لا يعفيها من مسؤوليتها عن الفشل والإهمال. وكذلك الدولة اللبنانية.
  • الخلاصة هي أنه بعد "تطهير" الجنوب اللبناني ونزع سلاحه، فإن المصلحة الإسرائيلية ليست في وضع المنطقة تحت إدارة الأمم المتحدة. بل قوة من دول ذات التزامات، ومؤهلة سياسياً لإدارة المنطقة. وإذا كان هذا غير مُقنع، فمن المهم أن نفهم أن جذور المشكلة هي على بُعد 9000 كلم، في مانهاتن. وإذا لم يتغير شيء ما هناك، فإن عمل قوات حفظ السلام يبدأ باحتفالات، وينتهي بخيبة أمل.
 

المزيد ضمن العدد