إذا لم ننزع سلاح حزب الله، فإن الاتفاق لن يكون سوى مقدمة لحرب لبنان الرابعة
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار في الشمال، إنجازات لكنها غير مضمونة، وإذا لم تعمل إسرائيل بعد ذلك على نزع سلاح حزب الله، فإن الاتفاق لن يكون سوى مقدمة لحرب لبنان رابعة ستكون أصعب من تلك التي انتهت الآن.
- وتتلخص إنجازاتنا الدبلوماسية الأساسية أولاً في تحسين قرار مجلس الأمن 1701 عبر إنشاء لجنة رقابة دولية يرأسها جنرال أميركي. ثانياً، عبر الرسالة الأميركية إلى إسرائيل، والتي تمنحها، مع قيود معينة، حرية التحليق في الأجواء اللبنانية، و"رخصة قتل" في حال جرى خرق الاتفاق. لكن هذا كله سيجري فحصه في المستقبل.
- إن الإنجازات التي تحققت هي: أولاً وقبل كل شيء، كسْر التزام نصر الله المحافظة على "وحدة الساحات". ثانياً، تخلّي نعيم قاسم، خليفة نصر الله، عن وعوده بعدم الموافقة قط على حصول إسرائيل على حرية العمل في لبنان في حال حدوث خرق للاتفاق.
ماذا يجب أن نفعل الآن في هذه الحالة؟
- قريباً، سيعود اللبنانيون سكان القرى الحدودية إلى منازلهم ومعهم عناصر حزب الله، ويجب على رئيس الحكومة أن يأمر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار فوراً وقتل أي شخص يحمل سلاحاً، وتفجير أي سيارة تحمل سلاحاً، وأي منزل يتم تحويله إلى موقع عسكري. ولكي يقوم بذلك، فإنه يحتاج إلى شجاعة كبيرة، لأنه من الصعب القيام بذلك عندما يكون الجليل يعج بالسياح، وعندما يكون من الواضح أن إطلاق النار يمكن أن يفجر حرباً جديدة.
- كما سيكون مطلوباً من رئيس الحكومة أن يتحلى بالشجاعة إزاء سياسة التجنيد، لأننا سنكون في حاجة إلى عدد كافٍ من الجنود لحماية الحدود الشمالية يفوق ثلاثة أو أربعة أضعاف العدد الذي كان هناك في 6 تشرين الأول/أكتوبر.
- وبالإضافة إلى الحرب ضد إيران، يتعين على إسرائيل التركيز على لبنان في العام المقبل. منذ سنة 2019، بدأ يتراجع التأييد لحزب الله، وفي سنة 2022، خسر الحزب الأغلبية في البرلمان اللبناني، واليوم، يعتقد أغلب الجمهور اللبناني أن حزب الله قد هُزم، حتى لو لم يجر القضاء عليه. والخوف من الحزب بدأ يتبدد، لكن هذ عملية موقتة خلال عام، وبعد أن يستعيد الحزب عافيته، سيعود الخوف.
- وتقع على عاتق رئيس الحكومة الآن مسؤولية تجنيد رئيس الولايات المتحدة المنتهية ولايته والرئيس المقبل، وعن طريقهما، رؤساء فرنسا وألمانيا وبريطانيا والإمارات والسعودية، من أجل تقديم "خطة مارشال" إلى لبنان، والتي ستعيد بناء الاقتصاد اللبناني المدمَر. وفي غضون ذلك، سينتخب البرلمان اللبناني رئيساً (منذ عامين ليس هناك رئيس للجمهورية) ويجري تشكيل حكومة قادرة على مواجهة حزب الله، وإعلان نزْع سلاحه.
- ومما لا شك فيه أن حزب الله وإيران سيعارضان، وليست هناك في لبنان جهة يمكنها أن تفرض عليهما ذلك بالقوة، لكن الوضع سيكون مختلفاً تماماً عما كان عليه قبل عام؛ فعندما يكون النظام الديمقراطي ضده، سيظهر حزب الله المنهك والضعيف أمام لبنان والعالم بكامل صورته "الإرهابية"، وهذا أكثر ما يخشاه الحزب. إن الضغوط السياسية والاقتصادية التي يمارسها التحالف الدولي، بالإضافة إلى التهديد بحرب مدمرة ثانية لديها فرص في النجاح، ومن الممكن أن يؤدي الضغط الشعبي في لبنان على الحزب إلى تخلّيه عن سلاحه الثقيل.
- في الماضي، قال تاليران وزير خارجية نابليون: "يمكنك أن تفعل الكثير بالحراب، لكن ليس الجلوس عليها." إن نزع سلاح حزب الله هو مهمة كل رئيس حكومة إسرائيلية من اليوم فصاعداً.