كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن إسرائيل تخطط للقيام بسلسلة عمليات ضد الحوثيين في اليمن تتضمن عمليات تهدف إلى إلحاق الضرر بتنظيم هذه الجماعة وكبار قادتهم.
وذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية "كان 11" أن إسرائيل اقترحت على الولايات المتحدة ودول أُخرى تنفيذ عمليات مشتركة ضد الحوثيين إلى جانبها. وتشير التقييمات في هذا الشأن إلى أن هذه الحملة ضد الحوثيين ستستمر لأسابيع عديدة.
وقالت المصادر العسكرية الإسرائيلية نفسها إن إسرائيل تدرك أن الحوثيين هم الفرع الإيراني الرئيسي الذي يواصل مهاجمة إسرائيل، بعد الأضرار الجسيمة التي لحقت بحزب الله في لبنان وانهيار نظام الأسد في سورية.
وتجدر الإشارة إلى أن سلاح الجو قام يوم الخميس الماضي بشن هجومه الرابع على الحوثيين رداً على إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة صوب إسرائيل.
وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قادة الحوثيين بأنهم سوف يلقون المصير نفسه الذي لقيه قادة من حركة "حماس" وحزب الله.
كما قام التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، مساء أول أمس (الجمعة)، بشن غارات على مواقع عسكرية في مناطق متعددة في العاصمة اليمنية صنعاء. وطاولت الغارات معسكر الفرقة الأولى للمدرعات، ومراكز صيانة الذخيرة، والإذاعة والتلفزيون، وقاعدة الديلمي الجوية المجاورة لمطار صنعاء. كما حلّقت طائرات استطلاع في أجواء صعدة شمالي اليمن.
وفي سياق متصل، شاركت بطارية منظومة الدفاع الصاروخية الأميركية "ثاد" في اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على إسرائيل من اليمن في وقت مبكر من صباح أول أمس، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام هذه المنظومة منذ نشْرها من طرف الولايات المتحدة في إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي رفيع المستوى لوكالة "رويترز" للأنباء إن منظومة الدفاع الصاروخي "ثاد" استُخدمت لمحاولة اعتراض الصاروخ، وأكد أن التحليل سيحدد مدى نجاح هذا النظام.
وأظهرت لقطات نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي نظام "ثاد" وهو يطلق صاروخاً اعتراضياً. وتم سماع جندي أميركي يقول "لقد انتظرت هذا لمدة 18 عاماً."
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان صادر عن الناطق بلسانه إن الدفاعات الجوية اعترضت الصاروخ الحوثي، من دون أن يحدَد ما إذا كان النظام الإسرائيلي أم الأميركي هو الذي اعترضه.
غير أن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أكدت أن نظام "ثاد" اعترض الصاروخ، مشيرة إلى أن عملية الاعتراض تهدف إلى إظهار القوة في منطقة الشرق الأوسط عبر إبداء الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجال الدفاع الصاروخي أمام خصوم إسرائيل.
وقال القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي العميد في الاحتياط تسفيكا حايموفيتش إن نشاط الدفاع الجوي الأميركي في إسرائيل استثنائي لأن الولايات المتحدة أخضعت قواتها للقيادة الإسرائيلية بينما في أجزاء أُخرى من العالم تتولى الولايات المتحدة القيادة.
وتم نشر بطارية نظام "ثاد" في إسرائيل بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الذي شنته إيران في الأول من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وكان الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون على إسرائيل قبل فجر أول أمس الخامس خلال الأيام الثمانية الماضية، وتسبب بإطلاق صفارات الإنذار في مناطق واسعة من وسط إسرائيل. وزعم الحوثيون أنهم استهدفوا مطار بن غوريون الدولي.
وقالت خدمة الإسعاف نجمة داود الحمراء إن 18 شخصاً أُصيبوا بجروح طفيفة في أثناء توجههم إلى الملاجئ، كما أُصيب شخصان بنوبات هلع حادة.
وفي يوم الخميس، قصفت طائرات حربية إسرائيلية أهدافاً حوثية على طول الساحل الغربي لليمن وفي عمق البلد، بما في ذلك البنية التحتية التي يستخدمها نظام الحوثيين في أنشطته العسكرية في مطار صنعاء الدولي، ومحطة كهرباء خارج العاصمة يسيطر عليها الحوثيون. وجاءت الضربات بعد أيام من تهديدات القادة الإسرائيليين بالقضاء على هذه الجماعة المدعومة من إيران بعد قيامها بشن هجمات شبه يومية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.