إسرائيل تخطط لإقامة "منطقة نفوذ" في سورية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • في إسرائيل يقومون بصوغ "نظرية عمل" جديدة إزاء الواقع الجديد في سورية، ويعبّرون عن غضبهم إزاء زيارات كبار المسؤولين في الغرب إلى النظام الجديد للمتمردين في دمشق. ويقول مسؤولون رفيعو المستوى إن إسرائيل في حاجة إلى الاحتفاظ بـ"منطقة سيطرة" تبلغ مساحتها 15 كيلومتراً داخل الأراضي السورية، حيث يتواجد الجيش، كي يضمن عدم إطلاق الموالين للنظام الجديد الصواريخ نحو هضبة الجولان، بالإضافة إلى الاحتفاظ بـ"منطقة نفوذ" توازي 60 كيلومتراً داخل الأراضي السورية تكون خاضعة للسيطرة الاستخباراتية الإسرائيلية للتأكد من عدم نشوء تهديد ضدها هناك.
  • ويُدهَشون في إسرائيل مما يصفونه بـ"عمى" الغرب إزاء النظام الجديد وزعيم المتمردين الجهادي أبو محمد الجولاني، الذي كان في الماضي عضواً في تنظيم القاعدة، لكنه انفصل عنه، ويدّعي أنه أصبح معتدلاً. وهاجم مسؤول إسرائيلي ما يجري قائلاً: "الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا يحجون إلى دمشق وفق وتيرة الجولاني."
  • ويأتي هذا الكلام على خلفية زيارة موفدين غربيين رفيعَي المستوى إلى دمشق، يتأملون أن تصريحات الجولاني المعتدلة وكلامه عن إقامة حُكم يحترم حقوق الإنسان سيتحقق، وأن سورية تحت زعامته ستسير نحو نظام ديمقراطي، على الرغم من أن الجولاني نفسه صرّح أنه من غير المتوقَع إجراء انتخابات في الدولة في السنوات المقبلة. وقد ألغت الولايات المتحدة الجائزة التي وضعتها في العقد الماضي في مقابل رأس الجولاني، والبالغة 10 ملايين دولار، وهذا الأسبوع خففت جزءاً من العقوبات المفروضة على سورية.
  • وفي رأي مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، فإن "الغرب يتعمد أن يكون أعمى، يتعامل مع أخطر الأشخاص في العالم، وقدامى عناصر القاعدة. ومن المدهش كيف وقع الغرب في الفخ مرة أُخرى. والعالم العربي حولنا يدرك ذلك، ويحذّر الغرب، لكن الغربيين لا ينصتون. إن سقوط الأسد والمحور الإيراني في سورية هو أمر جيد، لكن هناك تهديدات جديدة تظهر."
  • واستناداً إلى هذا المسؤول، فإنه صحيح أن المتمردين في سورية أرسلوا رسائل إلى إسرائيل فحواها أنهم لا يريدون الحرب معها، لكنه يشكك في ذلك، ويقول: "ربما يكون هذا صحيحاً لمدة عام أو عامين، وربما 10 أعوام أو 20 عاماً، لكن ليس في استطاعة أحد أن يضمن أنهم لن يتوجهوا نحونا، فهؤلاء أشخاص خطِرون جداً. يريد الجولاني رفْع العقوبات عن سورية من أجل وصول الأموال من الخارج، لكن على المدى البعيد، يتعين على إسرائيل المحافظة على منطقة سيطرة ونفوذ في سورية."
  • وأعرب المسؤول عن أمل إسرائيل بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب في 20 كانون الثاني/يناير في أن يقدّم إليها دعماً كاملاً في مواجهة سورية ولبنان. وتابع: "في هذه الأثناء، نحن مضطرون إلى البقاء والاحتفاظ بمنطقة 15 كيلومتراً من دون صواريخ، وأيضاً الاحتفاظ بمنطقة نفوذ على مساحة 60 كيلومتراً لضمان عدم نشوء تهديدات من هناك، ونعمل على إعداد خطة عمل للتعامل مع الواقع الجديد."
  • كما تشعر إسرائيل بالقلق من تمركُز "حماس" والجهاد الإسلامي في سورية في ظل غض نظر الجولاني. ويقول المسؤول الإسرائيلي: "لن نسمح لهما بالتمركز في سورية كما لم نسمح لإيران أيضاً بالتمركز هناك. وفي تقديرنا، فإن الجولاني يفضّل بقاءهما، وعندما يتحركان ضد إسرائيل، فسيكون لديه هامش من الإنكار."
  • ويجدر التذكير بأن إسرائيل سيطرت فور سقوط نظام الأسد في الشهر الماضي على منطقة فاصلة محددة في اتفاق فصل القوات مع سورية بعد حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973]، كما احتلت جبل الشيخ السوري. وفي الزيارة التي قام بها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الشهر الماضي إلى جبل الشيخ برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، قال: "سنبقى في هذا المكان المهم إلى أن يجري التوصل إلى ترتيب يضمن أمن إسرائيل، وسنحدد ما هو الترتيب الأفضل بالنسبة إلى أمننا." وبعد سقوط الأسد، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي عمليات قصف واسعة النطاق بهدف تدمير القدرات الاستراتيجية التي كان يملكها نظام الأسد، ومَنَع وقوعها في أيدي المتمردين.