الشرط الضروري من أجل تغيير الشرق الأوسط
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • في العام الماضي، تبدّل وجه الشرق الأوسط.  فإيران التي كانت تُعتبر قوة صاعدة لا يمكن الوقوف في وجهها، ضُربت، وجرى لجمها على يد إسرائيل، وانهار المشروع الذي وظّفت فيه مئات مليارات الدولارات من أجل إنشاء منطقة نفوذ واسعة تمتد من إيران، وتمرّ بالعراق وسورية، وتصل إلى غزة ولبنان، محدثاً ضجيجاً كبيراً.
  • إن تفكيك "حماس" وحزب الله، الذراعان اللتان أمِلت إيران بمحاصرة إسرائيل بواسطتهما، وشلّها وردعها عن التحرك ضدها، وصولاً إلى القضاء عليها في النهاية، بالإضافة إلى انهيار نظام بشار الأسد، غيّرا وجه الشرق الأوسط، وعبّرا عن تغيّر التوجه الذي كانت المنطقة تسير في اتجاهه في ظل قوة إيران وتأثيرها.
  • يضاف إلى ذلك أن الإيرانيين فضّلوا ضربنا طوال سنوات بواسطة أذرعهم في المنطقة، "حماس" وحزب الله، والميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن، لكن في نيسان/أبريل وتشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، تجرأت إيران ودخلت في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، عندما أطلقت مئات الصواريخ والمسيّرات عليها. كان الرد الإسرائيلي قاسياً ومؤلماً، وأثبت للعالم كله، وللإيرانيين أنفسهم، مدى ضعفهم ومدى تعرّضهم للإيذاء، والفجوة الكبيرة بين التصريحات المتباهية لقادتهم وبين القدرات الفعلية للجيش الإيراني.
  • تحطم حاجز الخوف من إيران، ليس فقط في إسرائيل التي تتجرأ اليوم على التفكير في خطوات وعمليات لم تتجرأ على تخيُّلها في الماضي، بل أيضاً في المنطقة كلها، بدءاً من سورية التي يعتبرون فيها أن إيران هي التهديد والعدو، وليس إسرائيل، وأيضاً في لبنان والعراق، حيث بدأ الرأي العام بالتنصل من أذرع إيران، وكذلك في دول الخليج وتركيا. حتى روسيا لم تعد تثق بإيران وقادتها.
  • من غير المستغرب، والحال هذه، أن نسمع انتقادات حادة وسط الجمهور الإيراني ضد نظام الملالي لأنه أنفق مليارات الدولارات في لبنان وسورية، بدلاً من أن يهتم برفاه وازدهار سكان إيران.
  • نظام الملالي في إيران في حالة من التدهور لم يشهد مثلها منذ عقود كثيرة، ويحدث هذا كله قبل دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. من الصعب التقدير كيف ستكون سياسة ترامب إزاء إيران، وما إذا كانت تصريحاته الهجومية طوال الأشهر الأخيرة ستُترجم إلى أفعال، ضغط اقتصادي وعسكري على إيران. إذا حدث ذلك، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض يمكن أن تبدو كأنها المسمار الأخير في نعش النظام الإيراني، أو على الأقل، كخطوة على طريق القضاء على قدراته العسكرية والنووية.
  • وعلى ما يبدو، فإن وضع إسرائيل في مواجهة إيران هو الأفضل منذ وقت طويل. لكن من الممنوع أن ننام على الورود والاكتفاء بالضربات التي وجّهناها إليها. والأهم أنه من الممنوع أن ننتظر ورود الأخبار من واشنطن، هذا إذا وردت. لأنه إذا كان هناك شيء تعلمناه من هجوم 7 أكتوبر، هو أنه من الممنوع انتهاج سياسة الاحتواء، أو انتظار أن يهاجمنا العدو حتى نردّ عليه. يجب علينا عدم الاعتماد على قوة الردع، أو المعلومات الاستخباراتية الممتازة، لأنها لم تثبت نفسها في ساعة الحسم. والأهم من هذا كله عدم اعتمادنا على الآخرين.
  • هذه الأمور صحيحة على الدوام، وخصوصاً في السياق الإيراني. تحديداً، لأنه يبدو كأن الزخم الإسرائيلي توقّف، سواء في لبنان، حيث وافقنا على وقف النار قبل انهيار حزب الله، أو إيران، حيث توقفنا قبل أن ننجز المهمة، بعد أن وجّهنا إليها ضربة قاسية، لكن ليست قاتلة.
  • إيران اليوم في وضع دفاعي، وتحاول خفض رأسها كي يمرّ الغضب. لكنها تبقى عدواً خطراً، وسيزيد خطرها إذا قفزت نحو السلاح النووي.
  • إن عام 2025 الذي بدأ بنقطة تفوّق لإسرائيل وتدهوُر لإيران يجب أن يكون عام إيران، السنة التي سيجري فيها كبح إيران، بل أيضاً سيجري فيها إخضاع قدراتها العسكرية ومشروعها النووي.
  • حينها، يمكننا استكمال الترسيم الجديد لخريطة الشرق الأوسط وتشكيل ائتلاف سلام وأمن وازدهار اقتصادي، بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، وفي مقدمتها دول الخليج.