أنا من سكان "بئيري"، والجيش يفضّل، المرة تلو الأُخرى، مصلحة حركة "نحالا" علينا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • من المفترض أن يكون الجيش مؤسسة أمنية وليست سياسية، لكن ما يقوم به يطرح تساؤلات كبيرة بشأن هذه المقولة. تعالوا أحدثكم عمّا نراه في الجنوب - "غلاف غزة"، وكيف يتعامل الجيش مع حركات تسعى للاستيطان ما وراء حدود دولة إسرائيل.
  • في إطار نشاطها في الشمال، وضعت حركة "نحالا" هدف الاستيطان في غزة نصب عينيها. ويجب أن يكون التعامل مع نشاطاتها الجماهيرية والمدنية من خلال الشرطة، وليس الجيش الذي مهمته الحفاظ على الحدود الأمنية فقط، إلّا إنه لا يقوم حتى بهذا الأمر، وسمح بإقامة فعاليتين داخل مناطق عسكرية مغلقة.
  • النشاط الأول كان عبارة عن مؤتمر عقدته الحركة في عيد "العُرش". صحيح أنه كان منسّقاً مع الجيش، إلّا إنه لم يكن هناك شفافية مع الجمهور، وأيضاً سكان "غلاف غزة" ورؤساء المجالس المحلية هناك. عشية يوم المؤتمر فقط،علم به القائم بأعمال المجلس المحلي في "شاعر هنيغف" سابقاً، يوسي كيرين، الذي ذهب إلى منطقة المؤتمر التي تقع داخل منطقة عسكرية مغلقة تقع ضمن صلاحية المجلس المحلي، ما بين "كفر عزة" و"ناحل عوز". ذهب كيرين إلى هناك، وطلب إلغاء عقد المؤتمر، حيث كان يوجد ضابط جيش مسؤول عن التنسيق ما بين الجيش والحركة. بعد ذلك، تم نقل المؤتمر إلى مخازن أسلحة بعيدة نحو 2-3 كيلومتر عن الحدود، في داخل منطقة عسكرية مغلقة لا يُسمح بدخولها إلّا لسكان "بئيري"، وفقط من أجل أعمال محددة (الزراعة أساساً).
  • مرة أُخرى، لم نرَ أيّ بيان موجّه إلى سكان "بئيري"،أو الإدارة في بئيري، كما أن رئيس مجلس "إشكول" قال إنه لم يتم التنسيق معه. من المؤكد أن الحركة نسّقت مع الجيش، والأخير صادق على دخولها إلى المكان. وعلى الرغم من أننا علمنا بأن هذا يحتاج إلى أمر استثنائي صادر عن جنرال، فإن الجيش أغلق الطرقات المؤدية إلى المؤتمر في أقل من يوم، ونشر جنوده لتنظيم السير إليه، ونشر أعداداً كبيرة لتأمينه.
  • حضر هذا المؤتمر متظاهرون وصحافيون، وتم إغلاق الطريق أمام المتظاهرين على بُعد 300 متر، لكن حرية حركتهم كانت محدودة أكثر كثيراً من المستوطنين. وبرر الضابط المسؤول ما جرى بشأن التنسيق بأنه لم يتم فحص المنطقة، وهو تبرير لا يسري على المستوطنين، على ما يبدو.
  • يقول المنطق إن الجيش يغلق مناطق أمام دخول المواطنين من أجل حمايتهم، ولكي لا يعرقلوا عمله فيها. وتقول حركة "نحالا" بصراحة إنها تنوي الدخول إلى غزة، وهذا يمكن أن يعرقل عمل الجيش. لذلك، تُطرح تساؤلات عن السبب الذي يجعل الجيش يسمح لها بإقامة نشاطات داخل مناطق عسكرية مغلقة. أمّا بخصوص أمن المواطنين، فبعد المؤتمر، الذي تضمّن المبيت أيضاً للعائلات، وعندما أُطلقت صافرات الإنذار، انبطح المئات من الذين كانوا هناك أرضاً بسبب عدم وجود ملاجئ. ماذا يمكن القول عن سلوك الجيش سوى أنه استخفاف بحياة الناس؟
  • أيضاً أقيم نشاط آخر مع انتهاء "عيد الأنوار"، إذ قاد ناشطو حركة "نحالا" مسيرة في اتجاه قطاع غزة، واعتُقل خلالها 15 منهم، بعد محاولتهم عبور الحدود. ومن أجل إغلاق الحدود، جرى تخصيص عدد كبير من القوات، وبحسب ضابط في جيش الاحتياط، فإن ما حدث ألحق الضرر بالأمن العام، ومن ضمنه حماية بلدات الغلاف والقواعد العسكرية.
  • يبدو لنا كأن الجيش يفضّل مصلحة حركة المستوطنين "نحالا" على مصلحة سكان الغلاف الذين تعرضوا لضرر كبير، ويخضعون لعملية إعادة تأهيل طويلة ومنهكة. وهو لا يتعامل معهم بشفافية، أو حساسية، ويُلحق الضرر بروتين حياتهم.