كشفت شبكة التلفزة الأميركية "سي بي إس" أمس (الثلاثاء) عن مسودة الاتفاق التي كان يجري التفاوض بشأنها لإطلاق المخطوفين الإسرائيليين وجرى لاحقاً إعلان إقرارها رسمياً، والتي تتضمن خطة ثلاثية المراحل تبدأ بوقف إطلاق نار لمدة 42 يوماً. وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن التفاصيل تتطابق مع الخطوط العريضة التي يتم التفاوض بشأنها.
ووفقاً للمسودة، فستبدأ المرحلة الأولى بإطلاق 33 من المخطوفين الإسرائيليين، تشمل نساءً وأطفالاً وأشخاصاً فوق سن الخمسين. وفي المقابل، فستفرج إسرائيل عن 30 سجيناً أمنياً فلسطينياً من النساء والأطفال في مقابل كل مخطوف من الفئة الأولى، وعن 30 سجيناً أمنياً فلسطينياً فوق سن الخمسين في مقابل كل مخطوف من الفئة الثانية.
وستكون عملية الإفراج متدرجة، إذ يتم الإفراج عن 3 مخطوفين في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، ثم 4 في اليوم السابع، وبعد ذلك 3 أسبوعياً. وتبدأ العملية بإطلاق سراح المخطوفين الأحياء، ثم تسليم جثامين الموتى لاحقاً.
وخلال فترة التبادل التي تمتد إلى 42 يوماً، سيتم تنفيذ وقف إطلاق نار كامل في قطاع غزة، وستُستغل هذه الفترة لاستئناف نشاطات المنظمات الدولية والأمم المتحدة في القطاع، إلى جانب بدء إعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية، كالمياه والكهرباء والصرف الصحي.
وتشمل المرحلة الثانية الإفراج عن جميع المخطوفين الذكور بالتزامن مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. أمّا المرحلة الثالثة والأخيرة، والتي ستناقَش تفاصيلها خلال المرحلتين السابقتين، فتتضمن استكمال تسليم جثامين المخطوفين والأسرى، وإطلاق عملية إعادة إعمار شاملة للقطاع، وفتح حدوده بالكامل.
وأكدت مصادر إسرائيلية لشبكة التلفزة الأميركية أن إسرائيل أبدت مرونة في موقفها بشأن عودة السكان الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، وهو ما كان يمثل عقبة في المفاوضات. ووفقاً للتقارير، فستسمح إسرائيل بمرور المشاة بحرّية إلى شمال القطاع، بينما ستخضع المركبات لفحوصات أمنية صارمة لمنْع تهريب الأسلحة.
كما أفادت تقارير لوسائل إعلام عربية بأن إسرائيل وافقت على مطلب "حماس" عدم إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن الصفقة، مع التزام نقْلهم إلى مواقع آمنة.
ومن المتوقع أن يؤدي الاتفاق المكون من ثلاث مراحل في النهاية إلى إطلاق جميع المخطوفين البالغ عددهم 98، وإنهاء الحرب، وإعادة بناء غزة مع آليات أمنية لإسرائيل.
ويُعتقد أن 94 من مجموع 251 رهينة اختطفتهم حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لا يزالون في غزة، بما في ذلك جثث ما لا يقل عن 34 شخصاً أكد الجيش الإسرائيلي مقتلهم.
وأطلقت "حماس" سراح 105 مخطوفين خلال هدنة استمرت أسبوعاً في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر 2023، كما أطلقت سراح 4 مخطوفين قبل ذلك. وأنقذت قوات الجيش الإسرائيلي 8 مخطوفين أحياء، كما تم انتشال جثث 40 مخطوفاً، بمن فيهم 3 قتلهم الجيش الإسرائيلي في أثناء محاولتهم الفرار من خاطفيهم.
وتحتجز "حماس" أيضاً إسرائيليَين اثنين دخلا القطاع في سنتَي 2014 و2015، بالإضافة إلى جثتَي جنديين إسرائيليَين قُتلا سنة 2014.