خطة ترامب "الإجلاء والبناء" هي حلم الترانسفير القديم والسيئ
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- يواصل الرئيس المنتخَب دونالد ترامب البحث عن مكان ينقل إليه سكان قطاع غزة، من دون أن يأخذ في حسابه أن المقصود هو ما يقارب مليوني رجل وامرأة وطفل، والقطاع هو منزلهم ووطنهم.
- في الأسبوع الماضي، تحدثت تقارير عن أن إدارة ترامب تدرس "نقل" سكان غزة إلى إندونيسيا من أجل إعادة إعمار القطاع. إن الإبداع الجيوسياسي لترامب لا حدود له، ومن أجل تحويل قطاع غزة إلى سينغافورة، فإن المطلوب هو القيام بعملية "إجلاء - وإعادة بناء" لنصف مليون نسمة إلى إندونيسيا. والآن، يقترح ترامب انتقالاً استباقياً لسكان قطاع غزة إلى الأردن ومصر. وفي حديث مع الصحافيين على متن طائرة "أيرفورس 1"، قال ترامب إن القطاع هو "منطقة مدمرة تماماً الآن. كل شيء مدمر، والناس يموتون هناك، وكنت أود لو أن مصر أو الأردن يأخذونهم... نحن نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص، ونحن ببساطة سننظف هذا الأمر برمته."
- واستناداً إلى تقارير أُخرى، فقد تضمنت خطة الولايات المتحدة نقل الفلسطينيين من القطاع لمدة نصف سنة، وحتى سنة، إلى 3 دول عربية ودولة أُخرى آسيوية. ويبدأ خروجهم من هناك مع بداية 2026، لكنهم ليسوا مضطرين إلى العودة إلى القطاع. وبكلمات أُخرى؛ ترانسفير.
- يتحدث ترامب في هذا الموضوع إلى الحكام الذين لهم صلة بالأمر؛ عبد الله الثاني ملك الأردن، وعبد الفتاح السيسي الرئيس المصري، وقال للملك عبد الله: "أود لو تأخذون مسؤولية أكبر لأنني أنظر إلى قطاع غزة وأجده في حالة فوضى، فوضى حقيقية." وكما هو متوقع، فقد بلّغت مصر الولايات المتحدة أنها لن تستقبل داخل أراضيها لاجئين فلسطينيين.
- وضمن هذه الوتيرة ربما يقترح ترامب على سكان غزة أن يرحلوا "طوعياً" إلى الفضاء، ويستوطنوا المريخ انطلاقاً من روحية خطاب القسم "توسيع الحدود قدر المستطاع إلى ما وراء الكواكب، ورؤية العلم الأميركي يرفرف فوق المريخ." ولِمَ ليس العلم الفلسطيني؟ من الممكن أن شريكه إيلون ماسك مهتم فعلاً بالموضوع.
- إن الطرف الذي استفاد من الفكرة واستغلها هو ممثلو اليمين المتطرف في إسرائيل، الذين يحلمون منذ عشرات الأعوام بترحيل الفلسطينيين؛ فقال بتسلئيل سموتريتش: "الفكرة هي لمساعدتهم لإيجاد أماكن أُخرى من أجل أن يبدأوا حياة جيدة جديدة، وهي فكرة رائعة"، أمّا عضو الكنيست إيتمار بن غفير، فيواصل نهج مئير كهانا، فاقترح على الحكومة [الإسرائيلية] أن تقوم هي بتنفيذ الفكرة. أَخْبِرْنِي مَن يتحمس لفكرتك، فأخبرك إلى أي حد هي مجنونة.
- لا يمكن حل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بحلول سحرية، وبالتأكيد ليس عبر حلول تنطوي على الترحيل والتطهير العرقي. ومن الأفضل عدم طرح أفكار إمكاناتها الوحيدة هي تخريب اتفاقات السلام بين إسرائيل ومصر والأردن.