الحرب الحالية هي نتيجة فشل عميق للعقيدة السياسية والأمنية طوال عقود
المصدر
القناة 7 "عروتس شيفع"

شبكة اعلامية إسرائيلية تملكها يشيفا بيت –إيل مدرسة يهودية دينية تعنى بتعليم الشريعة اليهودية. ووتملك الشبكة موقعاً إخبارياً يصدر بثلاث لغات: العبرية والإنكليزية والروسية، يمكن الاشتراك فيه مجاناً، وما يشنره الموقع يعبر اجمالاً تعبر عن وجهة نظر الأحزاب الدينية وجمهور المتدينين من المستوطنين.

المؤلف
  • الحرب الحالية التي نشبت ليست نتيجة أخطاء عسكرية، أو فشل استخباراتي، بل نتيجة تصوُّر فاشل عميق ترسّخ في الرأي العام الإسرائيلي منذ عشرات الأعوام، والوهم الخطِر بأن التنازلات والتصالح وضبط النفس ستؤدي إلى الهدوء والاستقرار.
  • إن المسؤول عن الفشل الذي أدى إلى هذا الوضع ليست حكومة معينة، أو رئيس هيئة الأركان هذا، أو ذاك، بل الفشل العميق للعقيدة السياسية والعسكرية التي تراكمت خلال عقود، وللسياسة الخاطئة التي تعتمد على أفكار ساذجة منفصلة عن الواقع الشرق الأوسطي.
  • هناك عدد لا ينتهي من الشعارات الكاذبة التي انتشرت وأصبحت مبادىء سياسية:
  • "الشرق الأوسط الجديد": بينما لم يقبل أعداؤنا وجودنا قط بكل ما تعنيه الكلمة.
  • " السلام يُصنع مع الأعداء": لكن العدو يريد تدميرنا، ولا يبحث عن السلام، بل عن طرق جديدة لمهاجمتنا.
  • "لا يوجد حلّ عسكري": وعلامَ حصلنا في المقابل؟ حصلنا على واقع يقوم فيه العدو بتعزيز قواه من دون كلل، من خلال معرفته أن الرد الإسرائيلي سيكون محدوداً.
  • بدلاً من أن نفهم الواقع مثلما هو، وقعنا أسرى الوهم بأن التنازلات ستؤدي إلى التهدئة، وفي غضون ذلك، استغل العدو ضعفنا من أجل تعزيز نفسه وبناء قوة عسكرية والتخطيط للهجوم المقبل.
  • منذ اتفاقات أوسلو [1993] وحتى الانفصال عن قطاع غزة [2005]، تتراجع إسرائيل أيضاً وأيضاً، ويتعاظم "الإرهاب". وتبين أن فكرة الانسحاب لا تؤدي إلى خفض العنف، بل إلى العكس تماماً: الانفصال لم يحوّل غزة إلى "سنغافورة الشرق الأوسط"، بل إلى عاصمة "الإرهاب" العالمي.
  • كل جولة قتال انتهت "بتسوية" من دون حسم، قوّت "حماس" وزادت ثقتها بنفسها. وكل ضبط للنفس حيال إطلاق الصواريخ وحفر الأنفاق والهجمات "الإرهابية"، بعث برسالة واضحة للعدو: إسرائيل لن ترد بقوة كبيرة. كل هذا لم يكن فشلاً استخباراتياً، بل نتيجة مباشرة للسياسة التي اعتقدت أن في الإمكان "إدارة " النزاع، بدلاً من حسمه.
  • عندما تُشكل لجان التحقيق، ولا بد من تشكيلها قريباً، ممنوع أن تكتفي بمحاولة العثور على مذنبين في الجيش، أو الاستخبارات. السؤال الأساسي هو كيف سمحت إسرائيل لنفسها بحدوث مثل هذا الوضع.
  • يجب محاسبة الذين قادوا الدولة إلى اتفاق كاذب من خلال تسويقهم للجمهور أحلام "الأرض في مقابل السلام"، وأصروا على أنه "لا يوجد حلّ عسكري".
  • لقد انتقلت هذه السياسة الخاطئة من المستوى الأكاديمي إلى المنظومة الأمنية، وإلى السياسيين، ومنهم إلى الجمهور الواسع. وهي التي خلقت واقعاً بدت فيه إسرائيل كأنها حلقة ضعيفة، وهو ما شكّل أكبر فرصة "للإرهاب".
  • يجب أن تؤدي هذه الحرب، ليس فقط إلى تغيير عسكري، بل أيضاً إلى ثورة في المفاهيم. لا مجال بعد اليوم لـ"إدارة النزاع"، بل فقط للحسم. ولا مجال بعد اليوم لوقف إطلاق النار مع "حماس"، بل لتدمير كامل قدراتها العسكرية. ولا يوجد بعد اليوم انسحابات من طرف واحد، بل خطوات تعزز سيطرتنا على البلد، وتقوّي الردع.  إن عودة إسرائيل إلى وضع استراتيجي آمن يتطلب تغييراً كاملاً على مستوى الوعي، وفي الميدان.
  • ممنوع العودة إلى دائرة الضعف والأوهام والآمال الكاذبة. حان الوقت لكي نتوقف عن الأمل بأن الواقع سيصحح نفسه بنفسه، وللبدء بإعادة صوغه بقوة وقدرة ووضوح استراتيجي.