من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
كشف التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي في أحداث 7 أكتوبر في كفر غزة أن فشل الجيش الإسرائيلي في الدفاع عن حياة سكان الكيبوتس كان "واضحاً ومدوياً". إذ جرى احتلال الكيبوتس خلال الساعات الأولى من الهجوم، وطوال ساعتين، حتى الساعة 8.30، كان السكان وحدهم في مواجهة مئات "المخربين"، من دون أن تصل قوة عسكرية للمساعدة. كذلك، ذكر التحقيق أن القوات وصلت متأخرة جداً، ودخلت بشكل منفصل، ومن دون تنسيق فيما بينها. لقد قُتل مواطنون في داخل منازلهم، حتى بعد وصول الجنود ووعودهم لهم بأنهم سيعودون لإنقاذهم، لكن القتال أخّرهم. وأظهر التحقيق وقوع حالات معزولة لعدم وجود اتصال، وأن قوات إسرائيلية تخوفت من الدخول في القتال، وانتظرت ساعات خارج الكيبوتس.
كان في كفرغزة نحو 800 شخص في صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر. وخلال ساعتين من بدء الهجوم، تسلل إلى الكيبوتس 200 "مخرب" حتى الساعة 12 ظهراً، فقُتل 62 عضواً من أعضاء الكيبوتس، وأصيب 18 شخصاً، وخُطف 19. وعاد 12 من هؤلاء المخطوفين في الصفقة الأولى، وثلاثة في الصفقة الحالية، ونجح اثنان في الفرار من الأسر، لكن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت النار عليهما عن طريق الخطأ في كانون الأول/ديسمبر 2023. وقُتل أيضاً 31 عنصراً من قوات الأمن في المعارك التي دارت في الكيبوتس، بينهم سبعة من "صفوف التأهب".
الكيبوتس الذي يبعد كيلومترين عن القطاع، محاط بسياج لمنع مرور المارة، لم يكن فيه آلات تصوير، باستثناء منطقة مخازن السلاح وبوابة الدخول وبعض المنازل. ومع ذلك، هذه الآلات تصور في الوقت الفعلي، ولا تحفظ الصور. لذلك، يقول العميد عوديد زيمان الذي أجرى التحقيق، أنه كان هناك صعوبة في توثيق مرئي لِما حدث من خلال هذه الكاميرات. كان عدد أفراد صفوف التأهب في كيبوتس كفرغزة 15 عنصراً، 14 منهم كانوا موجودين في الكيبوتس في ذلك الصباح، وكانت أسلحتهم جميعاً موضوعة في المستودعات، باستثناء عناصر فرقة التدخل السريع. كما أُخذت منهم أجهزة الاتصال المخصصة لأوقات الطوارىء، بحجة ان الجيش يريد استبدالها بأجهزة جديدة، لكن هذا لم يحدث.
وكشف التحقيق أن الموجة الأولى من "المخربين" تسللت إلى الكيبوتس ما بين الساعة 6.30 و8.30. كما وصل 6 "مخربين" بواسطة مروحيات شراعية، وهبطوا في وسط الكيبوتس، من دون أن يكشفهم الجيش الإسرائيلي. ووصلت المعلومات عنهم بواسطة صور التقطها لهم أحد الرعاة، والذي تعرّض للقتل. وما بين الساعة 6.40 و6.45، أمر قائد لواء غولاني ثلاث مركبات مدرعة بالذهاب إلى منطقة مفساليم وكفرغزة والمساعدة في القتال. وصل اثنان إلى هناك، وشاهدا "المخربين"، لكنهما غادرا المكان، بعد تعرّضهما لإطلاق النار، من دون التبليغ، وذهبا من تلقاء نفسيهما إلى منطقة سديروت.
خلال ساعة ونصف الساعة، وعند الساعة 8.30، تسلل إلى الكيبوتس نحو 80 "مخرباً" في مركبات، وكانوا مزودين بسلاح كثير. خلال هذه الفترة الزمنية، قُتل 37 شخصاً من سكان كفرغزة، ولم يكن في الكيبوتس أيّ قوة للجيش الإسرائيلي. وقف في مواجهة هؤلاء 14 عنصراً من صفوف التأهب، وحاولوا الوصول إلى مخازن السلاح، فاكتشفوا أن "المخربين" يتحصنون في المنطقة. لقد نجحوا في قتل عدد منهم، لكنهم عانوا جرّاء تفوّق عدد المهاجمين والسلاح الرديء. وعند الساعة 8.10، توقف عناصر صفوف التأهب عن القتال.
وصلت الموجة الثانية من "المخربين" إلى الكيبوتس ما بين الساعة 7.30 و10، وتراوح عددهم بين 200 و250، فتمركزوا في المنطقة الجنوبية من الكيبوتس، وفي الأحياء الطلابية. في هذه الأثناء، بدأ وصول 30 مقاتلاً إلى الكيبوتس، لكن لم يقدم لهم أيّ طرف في الجيش صورة للوضع، ولم يتم توجيههم إلى "المخربين". فقط في الساعة الثالثة بعد الظهر تقريباً، وبعد بدء انسحاب عدد من "المخربين" من كفرغزة، وصل جنود من لواء غفعاتي، وكان عدد القوة موازياً لعدد "المخربين" في الكيبوتس، أي 150.
وخلُص التحقيق إلى أن الجيش فشل في مهمة الدفاع عن كفرغزة. وأشار إلى أن الجيش اعتبر السياج عائقاً لا يمكن مفاجأة القوات من خلال عملية اقتحام من القطاع. كما أشار إلى أنه لم يكن هناك قيادة، أو تحكّم، خلال ساعات طويلة، وكلّ قوة استُدعيت إلى القتال، دخلت بشكل مستقل، ومن دون تواصُل مع القوات الأُخرى. وقادة الفرق الثلاث التي وصلت إلى الكيبوتس لم يتحدث أحدهم مع الآخر، ولم يقوموا بتوزيع المناطق. ولم يتمكن الجيش من الحصول على صورة لوضع السكان، على الرغم من محاولات هؤلاء التبليغ بشأن ما يحدث، ولم يكن في الجيش مسؤول يعرف كيفية إيصال المعلومات إلى المقاتلين في الميدان.
كل هذا منع إنقاذ عدد كبير من السكان. وذكر الجيش أن عملية إنقاذ السكان استغرقت وقتاً طويلاً، وأنه جرى التعامل مع الجثث بصورة غير لائقة، إذ جرى تكديسها في مدخل الكيبوتس. والسكان الذين خرجوا، مرّوا بالقرب من هذه الجثث. وفي حين جرى إخلاء الجنود الجرحى بسرعة كبيرة، كان إخلاء المصابين من المدنيين بطيئاً، وأحياناً، لاقى صعوبة، على الرغم من أنه يجب إخلاء المدنيين قبل إخلاء الجرحى من الجنود.