الجيش الإسرائيلي يؤكد: إسرائيل خلقت واقعاً أمنياً جديداً في الشمال
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- تُعتبر حادثة إطلاق الصواريخ في اتجاه المطلة، يوم السبت، حادثة خطِرة، بعد أشهر من الهدوء، ومن شأنها خلق توتُّر وضغط بين سكان الشمال، وخصوصاً بين أولئك المترددين في العودة إلى منازلهم، أو غير المتأكدين مما إذا كانت إسرائيل على أعتاب تصعيد في الشمال.
- يبدو أن مَن نفّذ إطلاق الصواريخ هو تنظيم فلسطيني يُدعى "الجماعة الإسلامية"، والذي ينتمي إلى منظمة الجهاد الإسلامي في لبنان، كمحاولة للتعبير عن التضامن مع غزة. من وجهة نظري، هناك غض نظر ومعرفة من حزب الله، الذي يستخدم مقاولين لتنفيذ المهمات، وهو نمط نعرفه من الماضي، هدفه إيصال رسالة رفضٍ لبقاء الجيش في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، خلافاً للاتفاق.
- شهدنا، أمس (السبت)، رداً إسرائيلياً قوياً وحازماً ضد عشرات الأهداف لحزب الله، للتوضيح بصورة قاطعة أنه بغض النظر عمّن ينفّذ إطلاق النار في اتجاهها، فإن إسرائيل ستردّ بقوة وحزم. وقد رأينا في هذا الرد تنصلاً كاملاً من حزب الله من الحادثة، وهو ما يشير إلى ضعفه. ومن الجدير بالانتباه أيضاً، الأصوات الصادرة من لبنان ضد الحزب وضد التصعيد مع إسرائيل، بدءاً من الرئيس ورئيس الحكومة، وصولاً إلى بعض أعضاء البرلمان الذين دانوا إطلاق النار، وأعربوا عن رغبتهم في العودة إلى وقف إطلاق النار.
- لقد تلقّى حزب الله ضربة قاسية؛ إنه الآن تنظيم متداعٍ وضعيف، ويحاول التعافي. صحيح أنه لا يزال يمتلك عشرات الآلاف من الصواريخ وعشرات الآلاف من المسلحين، لكنه يحاول التعافي بعد الضربة القوية التي تلقاها من الجيش، إذ تمت تصفية عشرات المسلحين منذ وقف إطلاق النار، قبل ثلاثة أشهر، بينما يقوم الجيش بالهجوم عند أيّ انتهاك للاتفاق في جميع أنحاء لبنان. هذا يُظهر مدى ضُعف الحزب، وأنه غير معنيّ بالعودة إلى القتال حالياً. سيكون الاختبار المهم لحزب الله في مدى الدعم والتأييد الذي يتلقاه من إيران، فبعد انهيار سورية وتغيير الحكومة في لبنان، فشلت إيران فعلياً في دعم ومساندة التنظيم. سيكون هذا الاختبار على قدر كبير من الأهمية بالنسبة إلى المستقبل.
- إن الشعور بانعدام الثقة لدى بعض سكان الشمال مفهوم، وذلك في أعقاب سياسة الإهمال التي اتُّبعت على طول الحدود، عشية الحرب، ومع ذلك، يجب القول بشكل صريح – إن هناك واقعاً أمنياً جديداً وأكثر أماناً بكثير. يجب على الجيش مواصلة الرد بحزم وقوة على كل خرق، وبالتنسيق الكامل مع الأميركيين، كذلك، يجب عليه أن يواصل التواجد، ليس فقط على الحدود، بل أيضاً داخل التجمعات السكنية نفسها، من أجل توفير شعور حقيقي بالأمان للسكان العائدين إلى منازلهم.
- من الجدير بالانتباه أن الأميركيين فرضوا على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، كجزء من الدعم لبقاء الجيش في خمس نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، الدخول في مفاوضات بشأن 13 نقطة خلافية على الحدود البرية مع لبنان، الأمر الذي كانت إسرائيل تعارضه بشدة على مدار سنوات. تُجرى المفاوضات في الناقورة، وقد تُفضي إلى اتفاق من شأنه أن يساهم فعلياً في خلق واقع جديد في لبنان: من جهة، إضعاف حزب الله وإيران داخل البلد، ومن جهة أُخرى، تقوية الجيش اللبناني والحكومة في بيروت، والتي لأول مرة منذ أعوام طويلة، لا يسيطر عليها حزب الله.
- للأسف، تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تواصل الفشل والتلعثم حيال موضوع إعادة تأهيل الشمال: لا يوجد حوار حقيقي مع القيادات المحلية، والحكومة ليست سخية بما فيه الكفاية فيما يتعلق بالحوافز والميزانيات المخصصة للشمال، في الوقت الذي صادقت على منح مليارات من الدولارات لقطاع الحريديم الذي يتهرب من الخدمة. لا يمكن المقارنة بين إعادة التأهيل وعودة السكان إلى سديروت، بعد خمسة أشهر، وبين العودة إلى المطلة، بعد سنة ونصف. لم يتم التعامل مع إعادة تأهيل الشمال كأولوية، ولا كمشروع طوارئ وطني، ذي رؤية، وفيه دعوة للشباب إلى المجيء والمشاركة في إعادة بناء الشمال. للأسف، تواصل الحكومة إهمال الشمال، بدلاً من تعزيز وترميم روح الاستيطان على الحدود، كحاجة وطنية مُلحة. حتى اليوم، عاد 55٪ فقط من نازحي الشمال إلى منازلهم، الأمر الذي يعني أن هذا التحدي الجوهري ما زال قائماً أمامنا.