لا للحرب؛ نعم للمخطوفين
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- تخطى عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة، هذا الأسبوع، الخمسين ألفاً، بينهم آلاف النساء والأطفال. 700 منهم تقريباً قُتلوا منذ انهيار وقف إطلاق النار في الأسبوع الماضي. لكن عدد القتلى لا يهم أحداً في إسرائيل. ليس هذا فحسب، بل يوجد دائماً مَن يشكك في الأرقام التي تنشرها وزارة الصحة الفلسطينية. بالنسبة إلى الرأي العام الإسرائيلي، عموماً، لا يوجد أبرياء في غزة. الكلّ هناك عرضة للموت.
- الصراع المهم وغير المسبوق ضد قوانين الانقلاب الدستوري، ومحاولات كبح إقالة المستشارة القانونية للحكومة، والاستئناف ضد إقالة رئيس الشاباك تبعد عن جدول الأعمال المناقشة الضرورية لقرار الحكومة بشأن خرق وقف إطلاق النار، واستعدادها للتضحية بالمخطوفين الأحياء. ثمة أهمية كبيرة لاستئناف هذا النقاش، ومن دون ضغط شعبي، لن يتمكن المخطوفون من الصمود. ولا سيما على خلفية ما سمعته عائلات المخطوفين من الذين يحملون الجنسية الأميركية في الأيام الأخيرة من كبار مسؤولي إدارة ترامب، ومفاده أن الرئيس الأميركي لا ينوي الضغط على نتنياهو للعودة إلى طاولة المفاوضات والتقدم في مخطط الصفقة، أي أنه قرر دعم رئيس الحكومة، إذا قرر الانتقال إلى عملية برية واسعة النطاق.
- هذا الأسبوع، أصدر وزير الدفاع يسرائيل كاتس بياناً جاء فيه أن الكابينيت السياسي الأمني المصغر وافق على تشكيل "إدارة للانتقال الطوعي لسكان غزة الذين يرغبون في الانتقال إلى دولة ثالثة". وتتحدث التقارير الأخيرة عن أهداف، مثل السودان والصومال في أفريقيا. هذا الأمر يوضح مرة أُخرى أن الحكومة الإسرائيلية لا تنوي الانسحاب من قطاع غزة، الشرط الذي لا عودة للمخطوفين من دونه. ومعنى ذلك أن إسرائيل تخلّت عن المخطوفين، وأن الترانسفير أصبح السياسة الرسمية لدولة إسرائيل.
- إن الحكومة التي تتخلى عن المخطوفين، وتقتل آلاف الناس، وتدفع قدماً بالتهجير الجماعي، لا يمكنها الادعاء أنها تقاتل من أجل أمن إسرائيل. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقاتل من أجل بقائه السياسي، وهدفه الأول تحقق: عودة الكهانيين إلى الحكومة، وفي طليعتهم بن غفير. ومن أجل الحقيقة، فإن حكومة تدفع قدماً بالترانسفير، وتتخلى عن حياة الناس، هي المكان الطبيعي لبن غفير وأمثاله.
- يقود نتنياهو إسرائيل من كارثة أمنية إلى كارثة أخلاقية وسياسية، وفي الوقت عينه، ينتهك القانون الدولي بشدة. إن استمرار الحرب معناه مزيد من الموت، موت المخطوفين وموت آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وطبعاً مقتل الجنود الإسرائيليين الذي سيسقطون دفاعاً عن الحكومة، لا عن الوطن. ممنوع طمس الدعوات ضد الحرب، وضد الترانسفير، بحجة أنها دعوات "يسارية"، والنضال ضد الانقلاب الدستوري. إن السبيل الوحيد إلى وقف الجنون هو الضغط الشعبي الكبير من أجل استئناف المفاوضات للتوصل إلى صفقة تعيد كل المخطوفين إلى منازلهم. وكل ثانية تمرّ تعرّض حياتهم لمزيد من الخطر.