تقرير: توسيع الطرقات في مستوطنات الضفة الغربية خطوة أساسية لتحسين واقع الاستيطان في المنطقة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

منذ زمن طويل، أصبحت البنى التحتية في الضفة الغربية تشكل عبئاً على سكان المنطقة. فالطرقات ضيقة ومتهالكة، وغير ملائمة لحجم الحركة المتزايدة، وكثير منها يشكّل خطراً، ليس فقط بسبب حركة المرور العشوائية، بل أيضاً نتيجة الواقع الأمني الذي نعيشه، وبعكس أماكن أُخرى في البلد، فإن الازدحام المروري لدينا لا يُعد مجرد "إزعاج"، بل هو خطر حقيقي يهدد الحياة.

إعلان الحكومة، مؤخراً، بشأن توسيع الطرقات في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يُعتبر خطوة حاسمة في طريق تحسين واقع الاستيطان بأكمله. لسنوات طويلة، امتنع صنّاع القرار من مواجهة التحدي ومعالجة مشكلة البنى التحتية في المنطقة، وفقط الآن، بدأنا نشهد تحولاً دراماتيكياً يُنذر بثورة حقيقية في طرقات يهودا والسامرة. كان ينبغي اتخاذ هذه الخطوة المهمة منذ وقت طويل، لكن أن تأتي متأخراً خير من ألّا تأتي أبداً.

لا يمكن تجاهُل حقيقة أن الضفة الغربية تشكل 22٪ من مساحة دولة إسرائيل. هذه الحقيقة تفرض ضرورة التعامل معها على مستوى وطني جاد، وخطة تحسين الطرقات المقررة تمثل إعلاناً وطنياً في هذا الشأن. من حق الاستيطان في الضفة الغربية أن يحظى بالظروف نفسها التي تحصل عليها بقية مواطني الدولة. فعلى مدى سنوات، شهدنا استثمارات ضخمة في البنى التحتية في منطقة غوش دان والمدن الكبرى، بينما تُركنا في الضفة الغربية متأخرين، مع طرقات خطِرة ومغلقة.

تحولت الطرقات الضيقة والمزدحمة إلى بؤر للعمليات "الإرهابية"، وأصبح الانتقال اليومي عليها درباً من الدماء. جميعنا نتذكر العملية المروعة التي قُتل فيها الشقيقان هليل ويِغئال يَنِيف، رحمهما الله، عندما أُطلقت عليهما النار من مسافة صفر في ازدحام مروري على طريق حوّارة، بينما كنت أقود السيارة خلفهما مباشرة. لا يمكننا السماح بأن تتحول الطرقات إلى ساحة "إرهاب" دموية. بل أكثر من ذلك، إن "الإرهاب" في الضفة الغربية لا يتوقف عند هذا الحد؛ وهدفه الوصول إلى المدن الكبرى، وإذا لم تتصرف إسرائيل بشكل صحيح، فإن هذا سينفجر أيضاً في تل أبيب والقدس.

يجب تحسين البنية التحتية للطرقات، وتأمين المحاور، وحماية التجمعات السكنية من أجل تمكين الأمن، إلى جانب النمو الاقتصادي. تتطلب الطرقات في الضفة الغربية من الدولة الاستثمار في تقنيات متقدمة لتأمين المحاور، وهذه أيضاً فرصة اقتصادية. هنا، يجب أن يعمل الأمن والاقتصاد، جنباً إلى جنب. وستشكل الحلول الرقمية والتكنولوجية، التي سنطورها لمصلحة يهودا والسامرة، نموذجاً يُحتذى به على الساحة الدولية، التي تتابع قدراتنا الأمنية وتبدي إعجابها بها.

عندما تصبح الطرقات أكثر اتساعاً وأماناً، سيكون من الأسهل الوصول إلى المدن ومراكز العمل، الأمر الذي يساهم في النمو الاقتصادي، ويؤدي إلى تحسّن ملموس في حياة سكان المنطقة. إن توسيع الطرقات سيُعزز الربط بين المستوطنات وبقية أنحاء الدولة، وسيبعث برسالة واضحة: الاستيطان هنا ليبقى.

لقد آن الأوان لكي يتغير تعامُل الدولة مع يهودا والسامرة، فنحن لسنا مواطنين من الدرجة الثانية. والاستثمار في البنى التحتية هو استثمار في مستقبلنا، وفي مستقبل الاستيطان، وفي مستقبل الدولة بأسرها. أُرحّب ببداية هذه المسيرة، وأتطلع إلى رؤية هذه الثورة، وهي تتحقق على أرض الواقع.

______________

* كاتب التقرير هو شاي ألون رئيس المجلس المحلي في مستوطنة بيت إيل.