تقرير: الصين وجّهت رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة الإسرائيلية حذّرت خلالها من مغبة الرضوخ للضغوط الأميركية وإلحاق أضرار بالعلاقات مع بكين
المصدر
والا

أُطلق في سنة 1995، وهو بالأساس شركة إنترنت إسرائيلية تملكها شركة بيزك للاتصالات الإسرائيلية، ويُعتبر من أشهر المواقع في إسرائيل، ويُصنَّف بين أول 9 مواقع. يوفر الموقع الأخبار على مدار الساعة، والتي يأخذها من صحيفة هآرتس، ومن وكالات الأنباء. وبدءاً من سنة 2006 أصبح لدى الموقع فريق إخباري وتحريري متخصص ينتج مواد وأخباراً، ولديه شبكة للتسوق عبر الإنترنت.

علِم موقع "واللا" من مسؤولين كبار في وزارة الخارجية الإسرائيلية رفضوا الكشف عن هوياتهم، بأن الصين وجّهت مؤخراً رسالة شديدة اللهجة إلى الحكومة الإسرائيلية، حذّرت خلالها إسرائيل من مغبة الرضوخ إلى ما وصفته بأنه ضغوط أميركية وإلحاق أضرار بالعلاقات مع سلطات بكين.

وقام الدبلوماسي الصيني ليو جين شاو الذي يترأس قسم العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي الصيني، وهو منصب برتبة وزير، بتسليم رسالة التحذير الصينية هذه إلى السفيرة الإسرائيلية في بكين إيريت بن آبا الأسبوع الماضي.

وقال مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية لموقع "واللا": "هذه هي المرة الأولى التي تتلقى فيها إسرائيل مثل هذه الرسالة الحادة والمباشرة من بكين بشأن مسألة العلاقات الثلاثية بين إسرائيل والولايات المتحدة والصين."

كما أن هذا هو أول لقاء يُعقد بين السفيرة الإسرائيلية والدبلوماسي الصيني منذ أن تولى هذا الأخير مهمات منصبه في حزيران/يونيو الماضي.

وأشار مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن المسؤول الصيني افتتح الاجتماع المذكور مع السفيرة الإسرائيلية بتأكيد أهمية العلاقات بين إسرائيل والصين، ولا سيما في مجاليْ الابتكار والتكنولوجيا. وشدّد أيضاً على أن هناك مصالح مشتركة طويلة المدى بين الجانبين، وأشار إلى أن الشعب الصيني يتفهم آلام الشعب اليهودي ومعاناته، لأن الصينيين تعرضوا كذلك للاضطهاد والتنمّر من طرف الدول الغربية. وبعد ذلك، تحوّل إلى الحديث إلى التوتر الذي يكتنف العلاقات الصينية - الأميركية في الآونة الأخيرة، وقال إنه على الرغم من أن الصين تتفهم العلاقات الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة، فإنها تتابع السياسة التي تتّبعها إسرائيل تجاه الصين عن كثب، واعتبر أن العلاقات الصينية- الإسرائيلية وصلت إلى نقطة اختبار حرجة، وأنه يأمل بعدم انحياز إسرائيل إلى السياسة الأميركية تجاه الصين.

وقال جين تشاو إن بكين لا تريد أن تكون العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة مرتبطة بابتعاد إسرائيل عن الصين. وأضاف أن الصين وإسرائيل تشتركان في مصالح طويلة الأمد، وشدّد على أنه من غير المجدي لإسرائيل اتباع السياسة الأميركية فيما يتعلق بوضع حقوق الإنسان في الصين، وخصوصاً ما يتعلق بالاتهامات الموجهة إلى الصين بشأن ارتكاب إبادة جماعية بحق أقلية الأويغور المسلمة في منطقة شينجيانغ. 

وكانت إسرائيل انضمت، تحت ضغط أميركي، إلى بيان صادر عن مجموعة من الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، دان السياسة الصينية تجاه الأويغور. وفي العام الماضي، اندلعت توترات بين إسرائيل والصين بسبب الموقف الصيني من القضية الفلسطينية.

وقال المسؤول الصيني إنه في حال إساءة إسرائيل تعامُلها مع الصين بسبب ضغوط خارجية، سيكون ذلك قراراً سياسياً إسرائيلياً خاطئاً.

ونما إلى علم "واللا" أن المسؤولين في إسرائيل لم يفهموا سبب توقيت هذه الرسالة الصينية الشديدة اللهجة والحادة بشكل استثنائي، واعتبروا أن ذلك قد يكون مرتبطاً بالتوتر بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان والزيارة الأخيرة لرئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان.

ومع ذلك، لا بد من لفت الأنظار إلى تراجُع العلاقات بين الصين وإسرائيل خلال ولاية الحكومة الإسرائيلية الحالية، وبينما عمل رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو على بناء علاقات وثيقة مع الصين وجذب الاستثمارات الصينية إلى إسرائيل، فإن الحكومة الحالية تعاملت مع مخاوف الولايات المتحدة من هذه العلاقات بجدية أكبر، وبدأت تنظر إلى تلك العلاقات باعتبارها قضية تتعلق بالأمن القومي، وليست مجرد قضية اقتصادية.