"مطلع الفجر" - الميزان النهائي
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

– الموقع الإلكتروني للمعهد
المؤلف
  • اتخذت إسرائيل زمام المبادرة وفاجأت الجهاد الإسلامي الفلسطيني بضربة استباقية ناجحة، وحققت أهداف العملية:
  • التزمت المؤسسة الأمنية بأهداف المستوى السياسي - إحباط تهديد هجوم بالصواريخ المضادة للدبابات ضد هدف إسرائيلي في غلاف غزة؛ توجيه ضربة قاسية إلى الجهاد وإضعافه؛ عرض قوة، هدفه كبح عناصر "إرهابية" أُخرى.
  • المحافظة على سياسة التفريق، وأساسها تقليص الارتباط بين ساحات النضال الفلسطيني، على الرغم من أن الموضوع سيبقى موضع فحص مستمر.
  • بقيت "حماس" خارج المعركة، كما استُبعدت من اتصالات وقف إطلاق النار، التي جرت بوساطة مصرية. الأمر الذي شكل تحدياً لصورتها كقائدة لمعسكر "المقاومة".
  • هاجم الجيش الإسرائيلي خلال العملية 165 هدفاً للجهاد: مواقع عسكرية، وخلايا إطلاق صواريخ، وورش لتصنيع وتركيب الصواريخ والراجمات، ومخازن أسلحة. لكن الذروة تمثلت في عمليات اغتيال مجموعة من قادة الجهاد الرفيعي المستوى في القطاع. وسُجل سقوط 44 قتيلاً في الجانب الفلسطيني، ومع ذلك، كانت الأضرار الجانبية ضئيلة.
  • منظومة القبة الحديدية اعترضت نحو 300 صاروخ كانت موجهة إلى أهداف في إسرائيل، مع نسبة نجاح تقدَّر بـ96%.
  • إسرائيل فرضت موعد بدء العملية وشروط إنهاء المعركة، ولم تتضرر الشرعية الدولية فيما يتعلق بحقها في الدفاع عن نفسها.
  • الجهاد فشل في تحقيق أهدافه:
  • الجهاد لم ينجح في موضعة نفسه كقائد للمقاومة الفلسطينية، وفي توحيد صفوف المقاومة، وبقي وحيداً في المعركة. كما أنه لم يحظَ بتأييد العالم العربي، وعلى ما يبدو، بسبب التعامل معه كوكيل لإيران.
  • لم ينجح في إشعال تصعيد في سائر الجبهات، على الرغم من الاسم الذي أُطلق على المواجهة "توحيد الساحات"؛ السكان في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، وفي الشارع العربي في إسرائيل، ظلوا هادئين.
  • فشل الجهاد في محاولاته محاكاة خطوات "حماس"، والتي تهدف إلى تصوير نفسه بأنه "المدافع عن الأقصى"، من خلال إطلاق صواريخ على القدس في التاسع من آب/أغسطس [تاريخ إحياء ذكرى دمار الهيكل الثاني].
  • أُطلق أكثر من 1000 صاروخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية خلال يومين ونصف اليوم من القتال، لكن الضرر الذي حدث كان ضئيلاً، ولم يسقط قتلى في الجانب الإسرائيلي. سقط أكثر من 160 صاروخاً في منطقة القطاع، وهو ما أدى إلى إصابة فلسطينيين أبرياء.
  • على الرغم من ذلك، فإن هناك 3 تحفظات:
  • في المواجهات غير المتناظرة، من الصعب تحقيق الحسم الذي يعلن الخصم في إطاره أنه لم يعد قادراً على القتال في اليوم التالي لنهاية الجولة. إنجازات العملية لم تحسّن الوضع الأمني - الاستراتيجي العام لإسرائيل - كما ازداد الشعور بعدم وجود حل محتمل للمشكلة الفلسطينية، وازداد اعتماد إسرائيل على الوساطة المصرية.
  • الاستراتيجيا العامة لإسرائيل إزاء القطاع و"حماس" والجهاد لم تتغير، كذلك فإن إحساس المواطن الإسرائيلي في غلاف غزة بالأمن لا يزال قيد الاختبار. تبددت التوقعات أن "حماس"، الطرف المسؤول في القطاع، والتي تستفيد من سياسة التسهيلات الإسرائيلية الواسعة وتحاول زيادة قوتها، ستقوم بكبح عناصر "إرهابية" بهدف المحافظة على التهدئة. خرجت "حماس" من دون أن تصاب بأذى، لم تتآكل التقديمات التي تقدمها لها إسرائيل، ولا صورتها كقائدة للمنظومة الفلسطينية.

ج- شروط إنهاء المعركة أبقت المشكلة التي أدت إلى التصعيد مفتوحة (إطلاق سراح الأسير بسام السعدي والمضرب عن الطعام خالد العواودة) . وأعلن الأمين العام للجهاد زياد النخالة في نهاية العملية "إذا لم يلبّ العدو المطالب التي قبِلها، فإننا نعتبر ذلك انتهاكاً للاتفاق، وسنستأنف المعركة." 

 

 

المزيد ضمن العدد 3847