هل ستحدث هذه المرة تغييرات في أنماط تصويت القادمين من الاتحاد السوفياتي سابقاً؟
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
- في كل معركة انتخابية تخطىء استطلاعات الرأي العام مجدداً في كل ما له علاقة بالجمهور الآتي من الاتحاد السوفياتي سابقاً. هذا الموضوع يشغل المعلقين والمراسلين السياسيين، لكن يفوتهم الكثير. وكوني عضواً في الكنيست من حزب إسرائيل بيتنا الذي يمثّل الجمهور الآتي من الاتحاد السوفياتي سابقاً، وكوني عملت أعواماً طويلة في استطلاعات وأبحاث اجتماعية معمقة، أعلم بأن محاولات التنبؤ بأنماط التصويت لهذه الشريحة من السكان تدل على عدم فهم وتعامُل سطحي إزاءها.
- يعيش في دولة إسرائيل اليوم قرابة مليون شخص من القادمين من الاتحاد السوفياتي سابقاً. ويساوي هذا الجمهور 14 مقعداً، بينما الأغلبية الساحقة من هذا الجمهور هي يمينية. وأشارت استطلاعات أُجريت طوال أعوام إلى استعداد 2.5% فقط من هؤلاء للتصويت مع حزب مهاجرين جدد، وهذا مرتبط أيضاً بشخصية رئيس الحزب. والمقصود أعداد قليلة جداً، وتبقى ما دون نسبة الحسم.
- مع الأسف، تخوض إسرائيل معركتها الانتخابية الخامسة خلال 3 أعوام. وفي كل معركة انتخابية جديدة يختار حزب الليكود طرح حزب فرعي موجّه إلى الجمهور الروسي. كلنا نتذكر، على سبيل المثال، محاولة ترشيح حزب "أمن اجتماعي" برئاسة سيميون غرافمان في انتخابات الكنيست الـ21، والذي نال 4618 صوتاً.
- تُظهر الاستطلاعات وسط الجمهور الروسي طوال أعوام نموذجاً يتكرر: التردد خلال فترة الانتخابات، ثم العودة إلى الحزب الأم في الأسبوع الأخير. هذا هو أحد الأسباب التي أدت دائماً إلى خطأ الاستطلاعات في التنبؤ بعدد المقاعد التي سينالها حزب "إسرائيل بيتنا". فالمقصود جمهور تُقلقه قضايا الأمن القومي والشخصي، والاقتصاد والتعليم، والإسكان وغيرها؛ وكل المشكلات التي تأتي في رأس اهتمامات الجمهور الإسرائيلي عموماً. لكن بالإضافة إلى ذلك، لهذا الجمهور مشكلات خاصة به تؤثر بصورة كبيرة في أنماط التصويت: تقاعُد غير ملائم، صعوبات في الهجرة، مراسم دفن مدني وغيرها. معظم الأحزاب لا تفهم هذه المشكلات، ولذلك تخسر أصوات هذا الجمهور.
- لا يمكن أن يحلّ أشخاص متحمسون جدد، لكنهم فارغون، محل تمثيل حقيقي وفهم عميق لقضايا القادمين من الاتحاد السوفياتي سابقاً. يصل إلى مكتبي في الكنيست وإلى سائر أعضاء الكتلة مئات الطلبات من مواطنين قادمين من الاتحاد السوفياتي سابقاً، يطلبون فيها المساعدة لحل مشكلات لها علاقة بصورة مباشرة بهذا الجمهور. هم يتوجهون إلينا لأننا قادرون على فهمهم، وعلى التحدث بلغتهم، ولدينا القيم الثقافية نفسها.
- إن الجمهور القادم من الاتحاد السوفياتي سابقاً يخوض حملة الأحزاب في العمق ويتوقع من هذه الأحزاب الوفاء بوعودها، وأن تتحرك تحركاً حقيقياً، وليس فقط على الورق. من هنا، فإن المعلّقين الذين يتحدثون في الاستديوهات عن حدوث تغيير مهم وسط هذا الجمهور بسبب هذا الحدث أو ذاك، لا يفهمون فعلاً عما يتحدثون. إذا لم تكبر وسط هذا الجمهور، أو لم تربطك به علاقات عميقة، فستواصل تفسير التقلبات الموقتة بأنها حدث حاسم في الانتخابات. هل ستحدث تغييرات مهمة في أنماط التصويت للقادمين من الاتحاد السوفياتي سابقاً؟ أشك في ذلك.