أكد جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وصهره، أن العلاقات بين ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو اتّسمت بالتوتر الشديد، وذلك على خلفية جهود هذا الأخير للدفع قدماً بعملية فورية لضم المستوطنات في المناطق [المحتلة] إلى إسرائيل.
وأضاف كوشنير في سياق كتابه "كسر التاريخ" (Breaking History) الصادر في الولايات المتحدة حديثاً، أن ترامب كان غاضباً جداً على نتنياهو بسبب هذا الموضوع، لدرجة أنه فكر في إعلان دعم علني لبني غانتس، خصمه في الانتخابات في ذلك الوقت.
وذكر كوشنير أن غضب الرئيس الأميركي السابق، في حينه، نجَم عن قرار نتنياهو استغلال حفل إطلاق خطة السلام الأميركية للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، المعروفة باسم "صفقة القرن"، والذي أقيم في حدائق البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير 2020، لإعلان نيته فرض القانون الإسرائيلي على منطقة غور الأردن وعلى المستوطنات في المناطق [المحتلة] بصورة تتناقض مع موقف الإدارة الأميركية. وبحسب كوشنير، الخطاب أحرج ترامب وممثلي الدول العربية الذين حضروا الحدث وتوقعوا سماع رسالة تصالحية، بدلاً من إعلان مثير للجدل.
وبحسب المستشار الكبير، بعد انتهاء الحدث قال له ترامب إن "بيبي [نتنياهو] ألقى خطاباً لحملته الانتخابية، أشعر بالقرف منه." وأضاف كوشنير: "وبعد ذلك تشاور ترامب معي إن كان من الممكن اتخاذ خطوة استثنائية من خلال دعم منافسه بني غانتس"، وذلك قبل الانتخابات الإسرائيلية العامة التي جرت في آذار/مارس 2020.
وذكر كوشنير أن ترامب كان متحمساً لغانتس فور لقائهما في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض بتاريخ 27 كانون الثاني/يناير 2020، في اليوم السابق لإعلان خطة "صفقة القرن". وقال: "لولا النصيحة التي أُعطيت له بشأن الحياد الذي يفرضه عليه وضعه، لكان ترامب فاجأ العالم بإعلان تفضيله غانتس."
وأشار كوشنير إلى أن كراهية ترامب لنتنياهو ازدادت عندما سارع هذا الأخير إلى الاتصال بجو بايدن لتهنئته على انتخابه رئيساً للولايات المتحدة. وأفاد كوشنير أن ترامب اعتبر هذا الفعل بمثابة خيانة أُخرى.
ووفقاً لكوشنير، فإن الخلاف بشأن قضية الضم عبّر عن نقطة تدنٍّ أُخرى في مستوى العلاقات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية في عهد نتنياهو، إذ إن كوشنير كان يعمل على تعزيز علاقات إسرائيل مع دول العالم، في حين أن نتنياهو كان منغمساً في السياسات الداخلية خشية خسارته الانتخابات. وأوضح كوشنير أن نتنياهو بدأ بدفع مبادرة الضم إلى الأمام، بتشجيع من السفير الأميركي في إسرائيل في ذلك الوقت ديفيد فريدمان، من دون أن يُطلع هذا الأخير المسؤولين في الإدارة الأميركية على الرسائل التي بعث بها إلى نتنياهو، ومن دون الحصول على موافقتهم على هذه الخطوة.