يبدو أننا سنسمع قريباً عن قرارات جديدة يتخذها بوتين ضد إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • في أعقاب التوتر ما بين إسرائيل وروسيا، وبسبب نية موسكو وقف عمل الوكالة اليهودية على أراضيها، سُمعت في الآونة الأخيرة أصوات من اليمين بالأساس، تتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد بالمسؤولية عن تدهور العلاقات مع روسيا. وبحسب أقوالهم، فإن انعدام الخبرة والمعرفة لديه في القضايا الخارجية، حوّلا روسيا من دولة مؤيدة إلى دولة عدائية، وبذلك يكون قد أضر بالمصالح الأمنية المهمة.
  • لكن الحديث هنا يدور عن تشويه حقائق ومعلومات كاذبة. السبب الرئيسي وراء تدهور العلاقات مع روسيا هو أن إسرائيل لم تقف إلى جانب روسيا في الوقت الذي قامت روسيا بجرائم حرب في أوكرانيا ضد المدنيين. وإسرائيل لا تستطيع، وليس مسموحاً لها التصرف بطريقة مختلفة بكل ما يخص الاجتياح الروسي.
  • بوتين يحب مَن يركع له، وبصورة خاصة عندما يدور الحديث عن زعماء دول. هكذا تصرّف دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو معه. فبوتين، الذي لاحظ في بداية الاجتياح شغف رئيس الحكومة، حينها، نفتالي بينت بالوساطة والتوصل إلى تسوية روسية - أوكرانية، كان مقتنعاً بأن بينت ووزير الخارجية يائير لبيد، سيكونان أسرى الكاريزما الخاصة به كنتنياهو. وعندما اتضح له أنهما لا يتماشيان مع الموقف الروسي إزاء الحرب في أوكرانيا، خرج بوتين الحقيقي، الحاقد والناقم، وخصوصاً بعد زيارة بايدن إلى المنطقة وتشكيل الحلف السّني الشرق - الأوسطي مع إسرائيل، الذي من شأنه أن يضرّ بالمصالح الروسية.
  • هكذا بدأ بوتين بالبحث عن نقاط الضعف التي يمكن ضرب إسرائيل من خلالها بأسرع ما يمكن، في الوقت الذي شكّل نشاط الوكالة اليهودية الموضوع الأكثر إيلاماً والأكثر راحة بالنسبة إليه. ويبدو أننا سنسمع في الوقت القريب عن قرارات روسية جديدة من جانب بوتين ضد إسرائيل، تذكّر بأيام الستار الحديدي. ويبدو أن أجهزة الأمن لن تتفاجأ إذا صدر بيان من موسكو موجّه إلى القدس، يشير إلى أن روسيا ترى، بخطورة، كل نشاط إسرائيلي على أرض سورية.
  • الخوف الحقيقي هو أن يقرر بوتين مساعدة الإيرانيين باستكمال كل ما يحتاجون له بهدف صناعة قنبلة نووية. هذه حقيقة لا تُقلق إسرائيل فقط. ففي نهاية الأسبوع، بعد ساعات معدودة على قيام ممثلي بوتين بتوقيع الاتفاق في إستانبول مع البعثة الأوكرانية بشأن تصدير القمح والحبوب من ميناء أوديسا الأوكراني، برعاية الأمم المتحدة وأردوغان، قام الروس بإطلاق أربعة صواريخ على ميناء أوديسا وأوقفوه عن العمل.
  • "حلف الشر" الخاص ببوتين، خامنئي وأردوغان، الذي اجتمع الأسبوع الماضي في طهران، خدم المصلحة الإسرائيلية، لأن واشنطن فهمت بشكل ملموس الحاجة إلى وجودٍ وتدخُّلٍّ أميركي، في الوقت الذي يعمل بوتين على إلحاق الضرر بالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط.
  • ومع كل الحزن والألم على أوكرانيا ومواطنيها، لكن لولا الاجتياح الروسي لأوكرانيا، لكنا شهدنا اتفاقاً نووياً جديداً وسيئاً بالنسبة إلى إسرائيل، موقّعاً من كلٍّ من إيران والولايات المتحدة وروسيا وأوروبا والأمم المتحدة.
 

المزيد ضمن العدد 3837