من أجل التوصل إلى تسوية بحرية يجب تحذير لبنان من مغبة خطوات نصر الله
تاريخ المقال
المصدر
- في الأيام الأخيرة، رفع حسن نصر الله لهجته بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. والظاهر أنه يعرقل، عن قصد، كل عملية للتوصل إلى حل، وأطلق تهديداً واضحاً: إما أن يحصل لبنان على كل حقوقه في الغاز والنفط، وإما أن تنشب حرب. يجب على إسرائيل أن ترد عليه باللغة التي يفهمها، وبأسلوبه.
- بالنسبة إلى نصر الله، "الحقوق الكاملة للبنان" معناها انتقال كل حقل قانا إلى لبنان، وعدم حصول إسرائيل على مقابل لتنازُلها عن الجزء الصغير من الحقل الواقع ضمن مياهها. وممنوع على إسرائيل استخراج الغاز من حقل كاريش في أيلول/سبتمبر المقبل، قبل أن يجري الاتفاق على حل لقضايا الحدود بصورة كاملة. إذا لم يحدث ذلك، يطرح نصر الله خيار الحرب.
- يسمح نصر الله لنفسه بإطلاق التهديدات علناً، لأن في مواجهته حكومة لبنانية ضعيفة، ولأن إسرائيل والولايات المتحدة لم تضعا مسألة ترسيم الحدود بين أولويات جدول أعمالهما. وبمعقولية كبيرة، يمكن القول إن الصوت هو صوت نصر الله، لكن التهديدات هي تهديدات إيران. فالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية خامنئي بدأ يُبدي اهتماماً بمسألة ترسيم الحدود البحرية. ويدرك نصر الله أنه لا يستطيع المبادرة إلى شن حرب من دون موافقة طهران. وإيران تستغل الوضع للضغط على الولايات المتحدة، من خلال نصر الله، في المسألة النووية.
- ... في المرحلة الراهنة، للولايات المتحدة دور حاسم: يجب أن توضح لكل مَن يريد أن يسمع في لبنان، وعلى رأسهم نصر الله، أن عليهم التوصل سريعاً إلى تسوية مع إسرائيل، وأنه يوجد حل مقبول من الدولتين. إذا اختار نصر الله الحرب، فيجب عليه أن يعرف أنها ستكون حرب إبادة. بالنسبة إلى إسرائيل، في إمكانها سحب البساط من تحت أقدام نصر الله وإيران، والإعلان أنها تقبل الصيغة التي يكون فيها حقل كاريش كله لإسرائيل وقانا كله للبنان، من دون تعويضات، ومن دون تبادُل أراضٍ مقابل الجزء الذي سيحصل عليه لبنان. التنازل الإسرائيلي عن الجزء الصغير من حقل قانا هو ضئيل. المزج بين الدبلوماسية النشطة وبين توضيح الثمن الباهظ الذي سيدفعه لبنان وحزب الله، إذا شنّ نصر الله الحرب، يمكنه أن يقرّبنا من التسوية.