إسرائيل ضيعت فرصة زيارة بايدن للضغط على لبنان وحزب الله
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • زيارة الرئيس جو بايدن إلى البلد لم تدفع قدماً بشيء. في المقابل، ضيعت إسرائيل فرصة الدفع قدماً بموضوع واحد: التهديد العسكري الأكثر أهمية الذي يواجهنا من جانب حزب الله. فقد طوّر الحزب قدرة هائلة، وهو مستعد لخوض حرب في أي لحظة. يدرك زعيم حزب الله حسن نصر الله أنه من أجل أن يحظى بشرعية لبنانية، لا يستطيع أن يعمل فقط من أجل مصالح إيرانية - وهو بحاجة إلى ذريعة لبنانية وطنية.
  • قبل خمسة أعوام، وجد حزب الله ذريعة سماها "سرقة إسرائيل مخزون الغاز من المياه الاقتصادية اللبنانية". في المقابل، تجري ببطء منذ عدة أعوام مفاوضات إسرائيلية – لبنانية على ترسيم الحدود البحرية بين الدولتين. الفجوة الحقيقية ضئيلة. ومن الواضح أنه من المجدي جداً للبنان التوصل إلى حدود متفق عليها، لأن هذا الأمر سيسمح له باستخراج الغاز الموجود بكميات كبيرة مقابل شواطئه. هذا الأمر لن يحدث، لأن حزب الله يمنع مثل هذا الاتفاق.
  • حزب الله يريد تقوية النزاع كي يُبقي في يده الذريعة "الوطنية" لشن حرب ضد إسرائيل. لكن حزب الله ليس تنظيماً "إرهابياً " فقط، بل هو أيضاً حركة سياسية - شعبية حساسة، اليوم أكثر من أي وقت آخر، لمكانتها الشعبية في لبنان.
  • يعيدنا هذا إلى زيارة بايدن. لقد كان من الممكن، لا بل كان يجب إقناع بايدن بالتوجه علناً إلى الرئيس اللبناني والشعب اللبناني، وأن يقول لهما: "الولايات المتحدة أجبرت إسرائيل على الموافقة على خط الحدود البحرية الذي اقترحه لبنان، وأنتظر الآن من الحكومة اللبنانية أن توقّع مع إسرائيل على هذا الخط. إذا فعلتم ذلك، في إمكانكم البدء باستخراج الغاز، بما فيه مصلحة المواطنين اللبنانيين. أكثر من ذلك، أنا الرئيس الأميركي سأطلب من شركات أميركية القيام بالتنقيب من أجلكم. لكن إذا رفضتم، فسأمنع عنكم أي مساعدة من الغرب (بما في ذلك صندوق النقد الدولي)".
  • كلام علني كهذا من جانب الرئيس الأميركي، الذي يتعهد بازدهار، من جهة، وأزمة اقتصادية من جهة ثانية - كان سيجبر حزب الله على وقف تهديداته للحكومة اللبنانية. كما كان سيؤدي إلى ترسيم متفق عليه للحدود البحرية، وسيسحب من تحت أقدام نصر الله البساط الفارسي الذي ينسجه منذ أعوام.
  • صحيح أن نصر الله لا يريد حرباً الآن، لكنه رجل يحب اللعب بالنار. وهو لم يكن يرغب في حرب 2006، لكنه أشعلها على الرغم من ذلك. في رأيي، كان من السهل إقناع بايدن بالقيام بمثل هذا التصريح، ليس فقط لأنه ينسجم مع المصلحة الأميركية، بل أيضاً ينسجم مع المصلحة السعودية التي ذهب لزيارتها. علاوة على ذلك، أي ضربة لحزب الله هي ضربة لإيران، وإذا كان من الممكن تحقيق ذلك من دون أن نطلق رصاصة واحدة، فإن الأمر يستحق ذلك.
  • هناك 3 مقاربات مختلفة بشأن الاجتماعات الرفيعة المستوى مع زعماء أجانب: الأولى، البقاء في المنطقة المريحة والحديث فقط عن "القيم المشتركة". المقاربة الثانية هي تلاوة المواقف الإسرائيلية المعروفة، وحينها، الطرف الثاني يتلو مواقفه (الاتفاق النووي مع إيران والموضوع الفلسطيني) من دون تحقيق أي إنجاز. المقاربة الثالثة والصحيحة، تحديد نتائج ملموسة مطلوبة وممكنة التحقيق، والسعي لتحقيقها من خلال عرض معمق والتخلي عن الكلام الذي لا لزوم له بشأن المقاربتين السابقتين. وهذا مع الأسف لم يحدث في الموضوع اللبناني.

 

 

المزيد ضمن العدد 3832