الولايات المتحدة: لا يمكن أن نحدد بدقة من أطلق النار على شيرين أبو عاقلة، لكن الأمر لم يكن مقصوداً
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أعلنت الولايات المتحدة عدم التوصل إلى نتائج قاطعة بعد التحقيق الجنائي الأخير الذي أجرته إسرائيل بوجود مراقبين أميركيين.  لكنها تفترض أن الرصاصة التي قتلت الصحافية الفلسطينية انطلقت من الاتجاه الذي كانت فيه القوات الإسرائيلية. وقال مايكل فنزيل المنسق الأمني الأميركي بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إنه بعد الفحص الجنائي والمهني والموضوعي لم يكن من الممكن التوصل إلى نتائج قاطعة بشأن مصدر الرصاصة التي قتلت مراسلة تلفزيون الجزيرة شيرين أبو عاقلة في جنين قبل شهرين.

كما أظهر الفحص الذي أجراه خبراء أنه بعد التحليل الجنائي المعمق يمكن القول إن إطلاق النار في اتجاه الصحافية لم يكن متعمداً، ومع ذلك يبدو أن الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة أُطلقت من سلاح إسرائيلي. وأشار الجنرال الأميركي إلى أن إطلاق النار على الصحافية لم يكن مقصوداً.

وبالإضافة إلى التحليل الجنائي، اطلع الجنرال الأميركي على كامل التحقيق الذي أجراه الجيش الإسرائيلي والتحقيق الذي قامت به السلطة الفلسطينية، وتوصل المنسق الأمني الأميركي إلى خلاصة مفادها أن إطلاق النار من المواقع الإسرائيلية هو الذي أدى إلى مقتل الصحافية. لكنه لم يجد سبباً يدل على أن الأمر كان مقصوداً، بل هو في رأيه حدث نتيجة ظروف مأساوية لعملية عسكرية كان يقوم بها الجيش الإسرائيلي ضد فصائل تابعه للجهاد الإسلامي.

وعلّق رئيس الحكومة على ذلك بالقول: "يوضح تحقيق الجيش الإسرائيلي أنه لا يمكن تحديد المسؤول عن الموت المؤسف للصحافية شيرين أبو عاقلة، لكن يمكن الجزم أنه لم يكن هناك نية المس بها، وإسرائيل تعبّر عن أسفها لموتها". وأضاف: "في السنوات الأخيرة قُتل مئات الصحافيين في مناطق القتال في شتى أنحاء العالم. ومن الطبيعي أن تكون إسرائيل معنية بالدفاع عن الصحافيين في أي مكان وفي أي ظروف. وكرئيس للحكومة أقدم دعمي الكامل والقاطع لمقاتلي الجيش الإسرائيلي الذين يخاطرون بحياتهم للدفاع عن المواطنين الإسرائيليين في مواجهة الإرهاب، ويعملون ليلاً ونهاراً دفاعاً عن أمن إسرائيل".

 من جهة أُخرى قال وزير الدفاع بني غانتس رداً على نشر نتائج التحقيق: "أريد أن أعبّر مرة أُخرى عن أسفي لموت شيرين أبو عاقلة. وتعتبر المؤسسة الأمنية أن التحقيق من أجل الحقيقة له قيمة عليا. في القضية التي أمامنا وعلى الرغم من التحقيق الجنائي للرصاصة والسلاح المتعلق بها لم يكن من الممكن ربط الرصاصة بسلاح محدد. لذلك مع الأسف لا يمكن أن نحدد من أطلق النار - والتحقيق في الموضوع سيستمر".

وأضاف: "من المهم أن نتذكر أنه خلال الحادث المذكور أُطلقت مئات الرصاصات في اتجاه الجنود الإسرائيليين الذين ردوا على مصدر إطلاق النار فقط. من يتحمل المسؤولية عن الحادث هم في المقام الأول الإرهابيون الذين يتحركون وسط السكان المدنيين. من واجب الجنود الإسرائيليين وقادتهم الدفاع عن المواطنين الإسرائيليين ولديهم الدعم الكامل على المستوى السياسي للقيام بمهمتهم. لكننا مع ذلك نحافظ على طهارة السلاح ونقوم بكل ما يقوم به أي جيش لمنع المس بالأبرياء وللمحافظة على حرية الصحافة".

وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في أول رد له على نتائج التحقيق: "التحقيق لا يحدد بصورة قاطعة إن كانت أبو عاقلة قتلت بنيران مسلحين فلسطينيين أطلقوا النار بصورة عشوائية، أو أنها أُصيبت من طريق الخطأ على يد جندي من الجيش الإسرائيلي. ونشدد على أن التحقيق حدد بصورة قاطعة أن الجيش الإسرائيلي لم يطلق النار عن قصد في اتجاه أبو عاقلة". وأضاف الناطق: "منذ الحادثة المؤسفة يحقق الجيش ويعمل على توضيح ظروف مقتل أبو عاقلة. ولهذه الغاية عيّن رئيس الأركان طاقماً خاصاً من الخبراء في موضوعات مختلفة يجري في إطاره إعادة تمثيل ما جرى على الأرض ومحاكاة الظروف التي كانت موجودة حين وقوع الحادثة". وتابع: "كما أوعز رئيس الأركان بالاستمرار في العمل والتوضيح والتحقيق بالحادثة واستخدام كل الوسائل المتاحة من خلال الالتزام بالشفافية وكشف الحقيقة".

وعلّق مركز بتسيلم: "وفقاً لكل النتائج والتحقيقات التي نُشرت حتى الآن يتبين أن إسرائيل هي المسؤولة عن مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة. ليس واضحاً إلى ماذا تستند الخارجية الأميركية في اعتبارها عملية القتل 'مأساة' وليس جريمة يجب أن يحاكم المسؤول عنها." وأضاف: "في كل ما له علاقة بإسرائيل، من الواضح أن سياستها المتعلقة بالتحقيق في مقتل فلسطينيين لم تكن سوى عرض منظم هدفه السماح باستمرار القتل من دون عوائق، ولا يغير شيئاً إذا كان المقصود مواطنة أميركية كما هي الحال اليوم. إن احتمال إحالة المسؤولين عن مقتل أبو عاقلة إلى المحاكمة هو صفر، والحصانة الدولية التي تحظى بها إسرائيل ستبقى على حالها".

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية: "تقدر الولايات المتحدة وتواصل تشجيع التعاون بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في هذه الحادثة المهمة. وسنواصل مشاركتنا مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية إزاء الخطوات المقبلة ونضغط من أجل المساءلة. كما نقدّم تعازينا إلى عائلة أبو عاقلة".