إذا لم يتنازل الزعماء اللبنانيون في موضوع ترسيم الحدود البحرية لن يخرج الغاز المصري من إيلات
تاريخ المقال
المصدر
- أعربت مندوبة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية نجاة رشدي عن قلقها إزاء ارتفاع الأسعار في العالم، والذي يؤثر في لبنان ويهدد آلاف العائلات اللبنانية بسوء التغذية والجوع. وفي تقدير رشدي أنه، حتى نهاية العام الحالي، سيحتاج 2.2 مليون لبناني إلى الغذاء، أو إلى تأمين الحاجات الأساسية، وقد ارتفع عدد هؤلاء اللبنانيين بنسبة 46٪ مقارنة بسنة 2021. كما أن هناك 90٪ من العائلات تستهلك حالياً منتجات غذائية رخيصة، و60٪ من العائلات مضطرة إلى تقليص حجم حصصها الغذائية، و41٪ تقلص عدد الوجبات، لكن يبدو أن هذه الأرقام لا تقلق النخبة الحاكمة في لبنان.
...
- يوم الاثنين الماضي وصل إلى بيروت الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين، الذي التقى الرئيس ميشال عون. وبالاستناد إلى عدة تقارير يبدو أن لبنان تخلى عن الخط الجديد الذي يتخطى حقل كاريش وقدم اقتراحاً آخر فحواه أن الحدود البحرية التي طالب بها في الماضي وحقل قانا الذي هو جزء منها موجودة في الجانب الإسرائيلي لهذا الخط.
- وفي مقابلة مع قناة "الحرة" التلفزيونية قدّر هوكشتاين أن الاقتراح الذي حصل عليه سيسمح باستمرار المفاوضات، وقال إنه سينقل هذا الاقتراح إلى الجانب الإسرائيلي وسيعود بالرد إلى بيروت.
- وسبق أن اقترح الوسيط في الماضي خطاً على شكل S على طول الخط 23، يدخل جزء منه في عمق إسرائيل، ويدخل جزء آخر في عمق المياه اللبنانية، لكن بيروت رفضت الاقتراح لأن القسم الأكبر من حقل قانا الذي قد يكون يحتوي على الغاز يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية. في المقابل، رفض هوكشتاين خلال المقابلة المطالب اللبنانية بحقل كاريش.
- هناك من يعتقد أن الولايات المتحدة تحتفظ بسوط يمكنها أن تهدد به لبنان. فخلال الصيف الماضي، تم طرح خطة لنقل الغاز إلى لبنان من مصر عن طريق الأردن وسورية، ونظراً إلى أن الأنبوب يمر في سورية فإن الولايات المتحدة ستدرس إن كان ذلك يشكل خرقاً للعقوبات التي فرضتها على نظام الأسد، ويوم الثلاثاء المقبل سيتم توقيع اتفاق بهذا الشأن. وحينها فقط تقرر الولايات المتحدة إذا ما كانت "ستوافق" على نقل الغاز.
- بكلمات أُخرى: الموافقة على الغاز المصري يمكن أن تشكل رافعة سياسية للدولة اللبنانية. وإذا لم يتنازل زعماء لبنان في مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، فإن الغاز المصري لن يخرج من إيلات.