وصل رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت بعد ظهر أمس (الخميس) إلى أبو ظبي في زيارة قصيرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يجتمع خلالها مع رئيسها، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وكان في استقبال بينت في المطار وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد.
وذكر بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن رئيس الحكومة سيجتمع مع رئيس الإمارات على انفراد قبل أن ينضم إليهما طاقمان من المستشارين، وسيتركز البحث حول قضايا ثنائية وإقليمية.
وقال بينت في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل مغادرته مطار بن -غوريون الدولي، إنه سيقدم التعازي إلى الرئيس محمد بن زايد برحيل الرئيس السابق الشيخ خليفة بن زايد الذي كان من المبادرين إلى الشراكة بين الدولتين، وهي الشراكة التي يقوم حالياً بترسيخ أسسها. وأضاف أن الزيارة الحالية ستكون مدماكاً آخر في العلاقات المميزة التي تأسست بين البلدين، معرباً عن سروره للقاء الرئيس الجديد الشيخ محمد بن زايد الذي وصفه بأنه قائد شجاع وصاحب رؤية بعيدة المدى.
وكان رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ قد زار أبو ظبي في أيار/مايو الفائت برفقة وزير الاتصال يوعز هندل لتقديم العزاء لمحمد بن زايد.
وتطرق رئيس الحكومة إلى الملف الإيراني فأكد أنه يرحب بقرار مجلس أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يوضح بشكل لا يقبل التأويل أن إيران تواصل لعبة التمويه والإخفاء، وقال إن القرار الدولي يعبّر عن موقف صائب من دول العالم يشير إلى إن إيران تخفي نشاطاتها.
وأكد رئيس الحكومة أن إسرائيل لن تتهاون في سعيها لمنع طهران من حيازة أسلحة نووية.
وظلت زيارة بينت هذه تحت غطاء من السرية حتى وصل إلى العاصمة الإماراتية.
ووفقاً لبيان صادر عن ديوان بينت، من المقرر أن يناقش الزعيمان القضايا الإقليمية، في إشارة إلى المحادثات النووية الإيرانية المتوقفة في فيينا والجماعات التي تعمل بدعم إيراني، وكذلك مستقبل "اتفاقيات أبراهام" وتداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
وهذا هو اللقاء الثالث الذي يجمع الزعيمين في الأشهر الستة الأخيرة. ففي آذار/ مارس الماضي التقى بينت كلاً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومحمد بن زايد في مدينة شرم الشيخ في سيناء لمناقشة التطورات العالمية، وذلك في إثر اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية.
كما التقى رئيس الحكومة محمد بن زايد في كانون الأول/ديسمبر 2021 عندما قام بأول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلية إلى هذه الدولة الخليجية.
وتأتي زيارة بينت الحالية بعد أقل من أسبوعين من توقيع البلدين اتفاقية تجارة حرة شاملة ورائدة في محاولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، حيث بلغ حجم هذه التجارة نحو 2.5 مليار دولار في أقل من عامين منذ توقيع "اتفاقيات أبراهام" التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
ووقّعت الإمارات وإسرائيل اتفاقية تطبيع بينهما في سنة 2020 كجزء من "اتفاقيات أبراهام" المدعومة من الولايات المتحدة. كما قامت كل من البحرين والسودان والمغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في إطار هذه الاتفاقيات.
لكن، وعلى الرغم من هذه التطورات الإيجابية، ظهرت إشارات طفيفة إلى احتكاك في العلاقات بين إسرائيل والإمارات. فبعد يوم من السماح لعدد قياسي من اليهود بزيارة جبل الهيكل [الحرم القدسي] في "يوم القدس" دعت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان صادر عنها إسرائيل إلى توفير الحماية الكاملة في الموقع، وحثت على احترام الدور غير الرسمي للمملكة الأردنية الهاشمية كوصي على الأماكن المقدسة في القدس. كما دعا البيان إلى وضع حد للانتهاكات الاستفزازية في الحرم القدسي، وحثّ إسرائيل على الالتزام بأقصى درجات ضبط النفس لتجنّب المزيد من عدم الاستقرار.
بالإضافة إلى ذلك أُعلن في الأيام القليلة الفائتة أن خطط بناء معبد دائم للجالية اليهودية سريعة التوسع في دبي تعثرت كما يقول قادة هذه الجالية بسبب عدة عقبات تتعلق بصلاحية رجال الدين الإسلامي، وهو الدين الرسمي للدولة، في التحكم بممارسات غير المسلمين وعدد مبانيهم الدينية.