وصول منصة الغاز "كاريش" إلى إسرائيل ونصر الله يهدد
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف

 

  • من المدهش رؤية كيف يتعلم زعيم "حماس" في الجنوب وزعيم حزب الله حسن نصر الله في الشمال من بعضهما البعض. فبينما "ركب" السنوار في غزة على موجة "الإرهاب" الأخيرة، "ركب" نصر الله على سمكة قرش أُخرى هي "كاريش". وصول منصة الغاز الطبيعي "كاريش" إلى إسرائيل دفع نصر الله إلى إطلاق تهديدات جديدة ضد إسرائيل، ربما سينجح من خلال ذلك في تعزيز مكانته وسط الشعب اللبناني.
  • ثمة قاسم مشترك بين السنوار ونصر الله بسيط جداً، الاثنان مشغولان بتعزيز مكانتيهما في الشارع. وبينما يعمل السنوار بقوة من أجل تعزيز مكانته في القدس الشرقية والضفة الغربية، وبين العرب في إسرائيل، يواجه نصر الله تحديات كبيرة جداً في داخل لبنان، ومكانته في الشارع ضعيفة جداً.
  • قرأ نصر الله التقارير المتعلقة بوصول منصة الغاز الطبيعي FPSO "كاريش" أمس إلى المكان المقصود في داخل المياه الاقتصادية الخالصة لإسرائيل، أي نحو 80 كيلومتراً غربي شواطئ الدولة. وذلك بعد أن شقت طريقها خلال 5 أسابيع من حوض بناء السفن في سنغافورة، حيث جرى العمل على بنائها في الأعوام الأخيرة. وأبحرت المنصة من الشرق الأدنى، مروراً بقناة السويس، إلى البحر الأبيض المتوسط. المكان الذي رست فيه يقع داخل أراضي دولة إسرائيل من دون شك، لكن هذا لا يمنع لبنان من توجيه تهديداته.
  • ومن المفترض أن يجري ربط المنصة بحقل "كاريش" وحقول أُخرى في المنطقة، وأن تزود السوق المحلية بنحو نصف حاجتها من الغاز الطبيعي. وتنضم هذه المنصة إلى منصتيْ "تمار" ولفيتان" اللتين تعملان اليوم وتزودان السوق بالغاز الطبيعي. وتعتقد وزيرة الطاقة كارين الهرار أن تشغيل المنصة الجديدة سيزيد في فائض التزود بصورة كبيرة، وسيعزز أمن الطاقة في إسرائيل ويساعد على المنافسة، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض الأسعار في السوق. وعلى الرغم من العديد من الانتقادات الموجهة إلى الموضوع، فإن الهرار قررت تسريع الخطوة. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجاري للمنصة في أيلول/سبتمبر.
  • مَن سيعطي الضوء الأخضر النهائي للبدء بالعمل هو سلاح البحر الذي سينهي تنفيذ الترتيبات الأخيرة لضمان أمن المشروع. من هذه الناحية، التهديدات من جانب لبنان لا تؤثر كثيراً في المؤسسة الأمنية، لكن يجب أخذ التهديدات اللبنانية بجدية، ومن ناحية ثانية، من أجل ضمان منشأة اقتصادية في الطاقة واستراتيجية، فهذا جزء مهم من السياسة العسكرية الإسرائيلية. لكن قبل كل شيء، من المعروف أن لبنان غير قادر فعلاً على تهديد إسرائيل عسكرياً، لأن آخر ما يرغب فيه نصر الله الآن هو فتح حرب في مواجهتنا. لكن على الرغم من ذلك، فإنه يجب إيلاء هذه التهديدات أهمية.
  • بالعودة إلى الغاز، فوفقاً لوزارة الطاقة، سيُستخرج الغاز من الآبار الموجودة على عمق 1700 متر تحت الماء وعلى مساحة 3-4 كيلومترات مربعة تحت الماء، عبر أنبوب يمر تحت الماء ويتوجه نحو المنصة، حيث ستجري معالجة الغاز الطبيعي، ثم يجري ضخّه إلى السوق المحلية بواسطة أنبوب يصل إلى منطقة الفريديس، حيث سيوصل بشبكة النقل.
  • وبحسب المخطط الأولي، سيكون لإسرائيل 3 حقول للغاز الطبيعي منفصلة، موصولة بالسوق المحلية بواسطة 3 أنظمة إنتاج منفصلة ومستقلة، الأمر الذي يضمن للسوق الإسرائيلية استقلالها في مجال الطاقة. وتشكل هذه الخطوة شرطاً آخر على طريق وقف العمل في الوحدات التي تعمل على الكربون لإنتاج الطاقة.
 

المزيد ضمن العدد 3804